الجمهورية
عبد الجواد حربى
جنينه.. والسباحة ضد الفساد
قلبي مع المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات أعدوا لائحة من عشرات الاتهامات في وجه الرجل دون أن يسمعوه أو يمنحوه حتي فرصة الدفاع كأبسط حقوق المتهم. وهو الرجل الذي يترأس أكبر جهاز محاسبي رقابي في مصر.. لا لشيء إلا لأنه كشف جانباً مما يعاني منه الوطن والمواطن وجعلوه خائناً للوطن لا لشيء إلا لأنه دافع عن حق من حقوق هذا الوطن في إدارة تعمل بشفافية وتتقي الله في ثرواته ومقدراته وميراث الأجيال القادمة من أراضي أملاك دولة وعقارات.. أطلقوا علي الرجل فضائياتهم تنهش في لحمه حتي طالت أخلاقه ووطنيته وحتي أسرته الصغيرة.
مجرد تصريح صغير ذكر فيه الرجل جانباً من تلال الفساد التي تجثم علي صدور المواطنين.. أقام الدنيا ولم يقعدها حتي الآن.. سنوا أسنانهم وأسلحتهم للانقضاض علي الرجل دون أن يمنحوه الفرصة للحديث.. أو حتي توضيح حصاد تقرير أعده رجاله المحترفون في مراقبة الميزانية والأداء والإدارة علي مدي ثلاثة شهور أو أكثر عن فترة زمنية تتجاوز الأربع سنوات منها عام كامل كان الوطن يئن فيه تحت حكم جماعة أرادت أن تخطفنا جميعاً إلي طريق الظلام والتخلف والرجعية.. وجاءت اللجنة التي شكلها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتصدر تقريرها بعد 14 يوماً فقط ومعه انطلقت السهام من كل حدب وصوب ضد الرجل.
أعرف أنني أسبح ضد تيار جارف تسير فيه فضائيات رجال الأعمال وإعلامييهم وقد اختارت "القضاء علي الرجل" عنواناً لها هكذا دون محاكمة.. وفي ركابها سقط نواب في البرلمان وبدأوا في جمع التوقيعات لمحاكمة الرجل ولكنها كلمة حق لا خير فينا إن لم نقلها.
يا سادة إن الفساد يزكم إنوف الجميع وعلينا أن نعترف بذلك وبدلاً من أن نوجه سهامنا ضد الرجل علينا أن نناقشه ونستمع إليه ونبحث في مفردات تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات.. نتلافي الثغرات التي ينفذ منها الفاسدون بدلاً من توفير ثغرات جديدة لهم وتقديم عشرات المبررات لكل مرتش ولكل من يتلاعب بمقدرات الوطن وثرواته.
أليس هناك وزير الآن خلف القضبان ومعه رجال أعمال ومسئولون شاركوه الجريمة؟! ألم يكشف الإعلام من قبل جرائم الحزام الأخضر. وسرقة أراضي الدولة علي جانبي الطرق الصحراوية وهي بآلاف الأفدنة ومليارات الجنيهات وحتي الآن لم نسمع عن قرار واحد صدر ضد اللصوص؟! ألم تعد الرشوة لغة سائدة داخل دواوين الحكومة ومؤسسات الدولة حتي وإن كانت مغلفة بمسميات "الإكرامية" و"المصلحة" و"المواصلات" و"الشاي" و"السجائر" للصغار.
أخشي أن يسقط الكثيرون في فخ صنعه إعلام رجال الأعمال وصاغه بعناية فائقة وبدلاً من أن تكون معركتنا ضد الفساد تتحول لصالح المفسدين واللصوص والمرتشين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف