الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
خلية المجتمع وتربية النشيء
إن مسيرة التنمية الشاملة تركز علي بناء الوطن وحمايته وإعلاء مكانته برسالة العلم والحضارة. ومن ثم يجب أن نتواصي بحق دلالاتها وبياناتها في عملية الأخذ بيد المعلم القوي والذي كاد أن يكون رسولا.
والذي لا شك فيه أن هذا المعلم والذي نرنو إليه هو المثل والأسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا في عمليات التعليم والتعلم والتربية فنيا وتنفيذيا وتنميتها إلي مرتبة إجلال الفضائل الشاملة. وبخاصة في رسالة الرعاية والمواطنة بزكاة العلم ولسان العصر.
وفي هذا المجال نتواصي بالآتي:
1- الاهتمام بالأسرة باعتبارها مثابة وسكنا وفي ظلها تنبت الطفولة وتأخذ سماتها وطباعها. وكثير من الحوادث التي وقعت علي مسرح المجتمع تؤدي إلي تأثيرات بيئية وسلوكية يكون لها مردودها السلبي علي المجتمع.
2- يؤكد الإسلام علي العلاقة بين أفراد الأسرة. وضرورة التعاطف والقرآن الكريم لا يذكر المرأة في الغالب إلا مقرونة بالنسل. مسئولة عن البيت المسلم الخلية الأولي في المجتمع.. وكما جاء في سورة النحل: "والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا. وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات" "الآية 72".
3- ضرورة توفر الجو الديني بالأسرة. حتي تنمو الأخلاق والفضائل السوية بين النشيء. حتي نتجنب السلوكيات الخاطئة وتفشي ما نعاني منه الآن من بعض النشء من معاملات وألفاظ نابية نلمسها جميعا لدي تلاميذ بعض المدارس عند خروجهم إلي الشارع ووسائل المواصلات العامة.. يقول الله تعالي: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوي" "سورة طه 132".
4- ولقد ضرب الرسول الأعظم أكرم الأمثال في ذلك لأسرته في البيت: كان ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا. ويتعهدها بالدين ويقود الحسن والحسين إلي المسجد ليدربهما علي الصلاة كما كان يفرغ إلي الصلاة في أوقات الحرج ويعتمد ذلك أسلوبا يطبقه علي أهله.. وقد روي عن الرسول أنه إذا أصابته خصاصة - فقر وشدة - نادي أهله "يا أهلاه.. صلوا صلوا".
فهل نتأسي برسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم - حتي ننعم بأسرة مصرية كريمة تأسست علي الأخلاق والعلم. أكثر ما نحتاجه في زماننا الحالي؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف