اتفق تماماً مع فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بأن بعض الفضائيات تتعمد تضليل الناس مستغلة ضعف الثقافة الإسلامية وأيضا اللغة العربية لدي العامة وتنزع النصوص من سياقها وتخوض في أمور لا يفهمها إلا المتخصصون.
وأتفق أيضا مع البيان الذي أصدرته هيئة كبار العلماء تفند فيه الحملة الظالمة التي يتعرض لها الأزهر عبر وسائل الإعلام المختلفة والافتراء علي الائمة واتهامهم بأنهم أئمة الثقافة التكفيرية ومواصلة نشر الأكاذيب لتشويه صورة الإسلام.
الذين يتابعون ما يتم بثه خلال الفترة الأخيرة يدركون حجم الانفلات والفوضي الإعلامية أو المؤامرة التي يتعرض لها الأزهر بل والإسلام نفسه من خلال حملة ممنهجة لتشكيك الناس في ثوابت الدين والطعن المتواصل في الاصول وكله تحت شعار الحرية.
وكأن الحرية تعني أن نهدم تراثنا أو نجعل مقدساتنا مطية لكل من هب ودب لدرجة أن زميلة صحفية لا تخجل أن تقول بالفم المليان إن ميدان التحرير أقدس من الكعبة المشرفة.. حدث ذلك الأسبوع الماضي في برنامج الزميل وائل الابراشي علي قناة دريم!!
وبعد فاصل من الشد والجذب بينها وبين ضيوف البرنامج الرافضين لما ذكرته.. ثم فاصل إعلاني لتهدئة الأجواء وربما لتنبيه الزميلة إلي خطورة ما قالته. عادت في كلامها مؤكدة أنها تقصد حرمة الدماء التي سالت في الميدان وتلعثمت وهي تقرأ من ورقة نص حديث النبي صلي الله عليه وسلم "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امريء مسلم".
الموضوع أصبح سخيفاً وتجاوز كل الخطوط الحمراء وما ذكرته الزميلة ليس استثنائياً ويتكرر بصورة شبه يومية عبر الفضائيات التي لا تتوقف عن توجيه سمومها وسهامها إلي الدين.. مرة إلي المؤسسات وأخري إلي الرموز وتؤكد اننا نعيش حالة من الفوضي والخلط الواضح بين المتدين والمتطرف أو الإرهابي.
لم يعد غريباًان نجد من يوجه اتهاماته للأزهر وشيوخه بصورة تتجاوز كل ألوان النقد المباح ويقيم محاكمة لكتب التراث ولعلماء الأمة وفي مقدمتهم الإمام البخاري الذي يحظي بالقدر الأكبر من الهجوم ربما لأن التشكيك فيه قد يؤدي بصورة مباشرة إلي التشكيك في السنة النبوية المطهرة وهنا الخطورة أو مربط الفرس.
الاشكالية أن علماء الأزهر يتركون الساحة تماما ويرفضون الظهور في الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام إما زهداً أو خشية اتهامهم بالتطرف الديني. وهو ما قاله لي أحد الزملاء العاملين بالفضائيات عندما عاتبته علي عدم استضافة علماء ثقات للرد علي ما يثار من شبهات تسيء للإسلام.
وحان الوقت لإعادة تقييم الموقف فهذا وقت العلماء ويجب ألا يتركوا الدين هدفاً لهجمات المغرضين من جانب والجهلاء من جانب آخر.. وهي مسئولية في رقابهم أمام الله وأمام الناس.
تغريدة:
يقول النبي صلي الله عليه وسلم "من كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.