حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! لقد هرمنا .. لقد هرمنا
أهل الضفة أنتم حق
وجميع الناس أباطيل
أنتم خاتمة الاحزان.. وأنتم فاتحة القرآن.. وأنتم إنجيل الانجيل يامن تعتصمون بحبل الله جميعا
تري هل سوف نضطر إلي ترديد تلك الكلمة او الصرخة التي أطلقها «رجل تونسي» أثناء اندلاع «ثورة الياسمين» معبرا عن طول انتظار الحل المنشود لدرجة احتمال السقوط في منزلق اليأس والاحباط؟!.. هل نقول ـ مثلما قال ـ «لقد هرمنا.. هرمنا» ونحن نترقب باللهفة ما يمكن ان يفتح أبواب الأمل في حل القضية الفلسطينية التي صارت أم القضايا العربية والانسانية؟ نترقب ذلك الأمل المراوغ منذ العام الاسود.. عام 1948الذي تفجرت فيه محنة الشعب الفلسطيني بفعل فاعل بريطاني وصهيوني!.. نترقب ذلك الامل المراوغ مرددين لأنفسنا ولغيرنا المناشدات بأن يتحقق العدل العاجل والدائم والشامل الذي يعيد لأهلنا الفلسطينيين حقهم أو حتي ما تيسر من حقهم!!
لقد هرمنا ونحن نتطلع الي اليوم الذي تتوقف فيه معاناة أهلنا الفلسطينيين وهم متشبثون باستعادة حقهم يدفعون كل يوم الثمن الباهظ الرهيب لاصرارهم فيسقط منهم كل يوم شهيد جديد أو أكثر.. ومصاب أو أكثر، وتفقأ عيوننا كل يوم مشاهد اقتحام المستوطنين للمسجدالاقصي وسط حراسة قوات الاحتلال، والويل كل الويل لمن يحاول التصدي لهم ولو بالاشارة أو الصراخ فالرصاص وقنابل الغاز هي الرد القاتل فورا، وتصدمنا كل يوم أنباء بناء مستوطنات جديدة علي أنقاص الارض الفلسطينية وبقايا منازل الفلسطينيين التي يدمرها العدو، وذلك في اطار مخطط تهويد القدس زمانيا ومكانيا، والاجهاز علي القضية الفلسطينية نهائيا.
لقد هرمنا ولا نري سوي تباعد الامل.. وتواصل الاعتداءات والمخططات وتزايد الصمت الدولي.. والانحياز الامريكي.. والعجز العربي.. حتي صرنا نتواضع ونتنازل عن جزء بعد جزء من حقوقنا.. وينجح الصهاينة في دفعنا الي منزلق التراجع عن المطالبة بكامل حقوقنا الفلسطينية.. فيكون مطلبنا ايقاف النمو السرطاني للمستوطنات.. ثم نركز علي المطالبة بإيقاف الاعتداءات او حتي الافراج عن آلاف الاسري!!
وهاهي ذي صرخة فلسطينية جديدة تطلقها «حركة فتح» فيطالب المتحدث باسمها «اسامة القواسمي» دول العالم والمؤسسات الدولية المختلفة وخاصة المسئولة عن حقوق الانسان في العالم بإعلان موقف واضح وصريح ضد الجرائم الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد الفلسطينيين ارضا وشعبا ومقدسات مما يجسد العنصرية.. والعدوانية.
وحيث ان دعوة «فتح» ستلقي نفس مصير الدعوات والمناشدات والاحتجاجات السابقة فإننا سنوفر جهدنا في الحديث عن غياب «حماس» وتخلفها عن الدعوة الجماعية مما يؤكد الانشقاق العبثي في الصف الفلسطيني المقاوم.. ومعه الخلافات العربية التي تضيف ضعفا الي ضعف في الموقف العربي فنعجز عن ممارسة أي ضغط حقيقي علي المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تتحدي الجميع بانحيازها الفاقع لتل أبيب بينما تتواصل الاعتداءات الميدانية للشباب الفلسطيني المقاوم في الضفة!
قالها شاعرنا أحمد مطر
أهل الضفة أنتم حق
وجميع الناس أباطيل
أنتم خاتمة الاحزان.. وأنتم فاتحة القرآن.. وأنتم إنجيل الانجيل يامن تعتصمون بحبل الله جميعا
وبأيديكم حجر من سجيل
سيروا والله يوفقكم.. هزوا الدنيا.. وهنا ثوار التمثيل
يهدون لكم المع بزات السهرات.. وأسمي أدوات التجميل
أهل الضفة. انتم روح الله.. وأنتم موجز كل المخلوقات
أنتم أحياء أحياء.. والناس جميعا أموات
لا تنتظروا منا احدا.. لا تثقوا في أحد منا أبدا
نحن وجوه فقدت ماء الوجه
ونحن وجود ضيع أوراق الإثبات!!
لقد هرمنا.. لكننا نتشبث ببصيص الأمل!!
صحيح اننا هرمنا في انتظارنا للأمل في انقاذ شعبنا الفلسطيني واستعادته لاي قدر من حقوقه، ولعل هذا الامل يطل علينا من خلال تضحيات الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية.. كما يطل علينا من تنامي حركات شعبية دولية مثل حركة «قاطع.. احرم ـ عاقب B.D.S التي تعمل ليل نهار في الدعوة لمقاطعة عالمية لاسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.. وإنهاء الاحتلال وجميع اشكال التمييز العنصري كما يطل علينا موقف محترم من السويد علي لسان وزيرة خارجيتها التي دعت الي معاقبة اسرائيل فهاجمها (نتنياهو) بوقاحته المعروفة مما أثار غضب الشعب السويدي وغيره من الأوربيين.