المساء
فتحى حبيب
اللهم بلغت- معاناة المواطنين مع بطاقات التموين
لا يستطيع أحد إنكار الإنجازات التي تجري الآن في مختلف المجالات وتسارع الخطي للنهوض بالبلاد ومستوي معيشة العباد.. المشروعات العملاقة التي يشرف عليها ويتابعها الرئيس شخصياً وينفذ أغلبها القوات المسلحة الباسلة في مجالات الزراعة والإسكان والطرق والكهرباء والموانئ واضحة لكل ذي عينين وإنجازها في أوقات قياسية يؤكد أن مصر علي الطريق الصحيح.. وأن البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل وجدوا أخيراً من يحنو عليهم ويجاهد ليل نهار لتوفير حياة كريمة لهم وأن ثمار ذلك سوف يحصدونه ويتذوقونه قريباً- إن شاء الله- ولكن الحقيقة الدامغة أن العديد من الوزراء والمحافظين والمسئولين ومديري العموم ليسوا علي مستوي فكر الرئيس أو حبه وخوفه علي البلاد.. الرئيس يسابق الزمن لجعل مصرنا الغالية في مصاف دول العالم المتقدم وتراه مهموماً بكل صغيرة وكبيرة بينما أغلب المسئولين في واد آخر.. يعملون بنفس الطرق العقيمة لسابقيهم.. فكرهم متحجر.. الروتين والبيروقراطية أدواتهم في التعامل.. لا أفكار جديدة لديهم خارج الصندوق.. الكل يجيء ويذهب ويسير علي نفس النهج ويترك لغيره المشاكل وكأنه مكتوب علي هذا الوطن والبسطاء والفقراء والمطحونين أن يظلوا ضحايا لفكر بعض المسئولين العقيم وتبلدهم وعدم تفاعلهم مع الأحداث والواقع الذي تمر به البلاد.
والمشاهد علي ذلك كثيرة وأكثر من أن تعد أو تحصي فوزير التموين د.خالد حنفي الذي يظهر دائماً مبتسماً مبشراً بتوافر كافة السلع بأسعار أقل من السوق 25% وأن نجاح منظومة التموين والخبز فاق كل توقع لو نزل بنفسه- دون أن يسبقه المطبلاتية وكدابين الزفة وأصحاب المصالح- إلي مخازن السلع التموينية والأفران والمكتب المسئول عن استخراج بطاقات التموين الذكية لاكتشف وشاهد العجب العجاب من نفص السلع خاصة الزيت التمويني.. بل لا أبالغ إذا قلت إنه سيبكي من "مرمطة" الغلابة وتحقيرهم وإذلالهم لاستخراج بطاقة تموين أو البحث عن نقاط الخبز أو تجديد شريحة البطاقة التالفة.
لقد ساقتني الأقدار للذهاب إلي مكتب استخراج واستبدال بطاقات التموين الذكية بمدينة دمنهور أمام الكوبري العلوي.. طوابير من الغلابة والبسطاء يتسولون في ذل تجديد البطاقة وأنهم ذهبوا إلي بقال التموين فأخبرهم أن البطاقة تالفة ولا تعمل.. وهنا إجابات موظفي المكتب حاضرة انتظر شهراً ونصف الشهر أو شهرين لتجديدها.. الشريحة الذكية فسدت وتلفت.. وعليك الذهاب إلي بنك الأهلي لدفع 20 جنيهاً ثمن التجديد ثم الذهاب وإحضار جوابين من مكتب التموين التابع له لإعادة استخراج البطاقة.. منتهي الذل والمهانة.. ولا أعرف سر فساد الشريحة الذكية بهذه السرعة والسقوط الدائم لـ "السيستم"؟ وإن كان المسئول عن المكتب الأستاذ "رامي" أجابني بأن هذه مسئولية وزارة التموين وهي التي تعاقدت علي هذه الشرائح الذكية غير الجيدة والتي سرعان ما تتلف!!
يا وزير التموين معاناة المواطنين بسبب فساد وتلف الشريحة الذكية تستحق منكم التدخل بقوة وفاعلية مع ايجاد حلول جذرية لعدم تكرارها.. لا أحد ينكر أن منظومتي التموين والخبز حققتا نجاحاً وطوابير العيش تكاد تكون اختفت وإن كانت بعض الأفران عادت لسيرتها الأولي في إنتاج خبز ناقص الوزن وغير جيد والتعامل مع الغلابة بطريقة غير آدمية مع توفير الخبز الجيد لأصحاب المصالح وموظفي التموين والأقارب والمحاسيب!!
لماذا دائماً يتعمد البعض إفساد كل شيء يسعد الغلابة ووضع "طين" علي وش طاجن "القشطة"!!
ولقد التزمت قبل ذلك برد وزارة التموين والمتحدث باسمها الأستاذ محمود دياب علي مقال لي حول القمح المستورد ورغم أن جريدة "المساء" سبقت الجميع في تفجير القضية إلا أن "أخبار اليوم" أكدت في عددها السبت الماضي صحة ما ذكرته "المساء" وهو ما يتطلب من وزير التموين د.خالد حنفي رداً واضحاً حول إهدار أكثر من 4 مليارات في شراء قمح مستورد وتوريده للشون علي أنه بلدي!!
.. والوجه الآخر
عدم انقطاع التيار الكهربائي جهد مشكور لوزير الكهرباء وكل العاملين بالوزارة رغم قيام الإرهابية بتفجير بعض أبراج الضغط العالي والمحولات.. ولم يقتصر جهود العاملين بالوزارة علي تحقيق استقرار التيار والتقليل من تخفيف الأحمال بل بلغت قمتها في المعاملة الراقية مع الجمهور.. والمهندس سامي مصطفي كرم رئيس القطاع التجاري بشركة توزيع كهرباء البحيرة.. منتهي الرقي في أخلاقه وأسلوب تعامله مع الجمهور.. يبحث بنفسه عن حق المواطن.. يحزن من أخطاء الفواتير.. يطالب بسرعة التصحيح ورد الحقوق لأصحابها.. نعم إن سامي كرم قيادي يستحق كل تقدير وهذا سر نجاح منظومة العمل بكهرباء البحيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف