محمد الشماع
قريباً من السياسة - شرط العلانية البرلمانية
تعجبت من تأكيد الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب علي ان وجود صحفي واحد تحت قبة البرلمان يحقق شرطة علانية الجلسات، فإذا كان هذا هو مفهوم شرط العلانية عند رئيس البرلمان، فما هو الداعي الي محاولات إقامة مجتمع ديمقراطي حر تتعدد فيه الاراء وتتفاعل وتعبر فيه كل التيارات السياسية الشرعية عن ارائها وأفكارها في حرية وبشفافية كاملة، وإذا اقتصر مفهومنا لتحقيق علانية الجلسات علي هذا المفهوم فعلينا ان نستبعد بل ونستغني عن الصحافة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية ونصدر بيانا في نهاية كل يوم عمل برلماني نذكر فيه ما نريد ان يعرفه الشعب من وجهة نظر المجلس ـ وبلاها شفافية وعلانية ومتشكرين لكل من شارك في دستور ٢٠١٤ وكل من ذهب وأيده بنسب غير مسبوقة!
سيادة الاستاذ الدكتور رئيس البرلمان الشفافية هي الاساس في العمل البرلماني يجب ان نحرص عليها وأن نحث عليها حتي يتاح للشعب مراقبة نوابه ومدي التزامهم بالشأن القومي وبصالح المواطنين، ومن يوقع إلكترونيا لزملائه ومن يصور سيلفي ومن يطلق الشتائم ومن يتابع اعماله علي المحمول تحت القبة ومن وجد نفسه تحت القبة دون ان يدري!
اما الكلام عن حجب جلسات مجلس الشعب فلا يجوز إلا في الموضوعات التي تمس الأمن القومي المصري وبناء علي قرار من رئيس المجلس أو طلب من الجهات العسكرية المسئولة، وما عدا ذلك فلا يجوز حجبه إلا إن كان هناك اتجاه للتغطية علي قضايا يري المجلس ان الشعب لم يصل بعد إلي النضج الكافي لكي يطلع عليها، فإذا ما وصلنا إلي هذه النقطة فإن المجلس يكون قد فقد مبرر وجوده من الاساس .