وداعاً لثعلب الملاعب وخير من أنجبته الكرة المصرية. وداعاً للكابتن حمادة إمام الذي رحل إلي عالم الخلود بعد صراع مع المرض. غادرنا الهداف القدير
والمهاجم الفذ الذي أسعد جماهير المستديرة وأضاء سماءها بتمريراته المتقنة وأهدافه الرائعة وكانت له بصماته الواضحة علي البساط الأخضر كلاعب صال وجال مع جيل من النجوم أسماؤهم جميعاً من ذهب أتحفونا بفنونهم خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حمادة إمام رضع حب الكرة وفنونها من والده كابتن يحيي الحربة إمام حارس مرمي الزمالك والمنتخب الوطني وهيأه للنجومية منذ سني عمره الباكرة فبرز الابن نجماً منذ نعومة أظافره ولم يبخل علي ناديه ومنتخب وطنه بالعطاء الكثير الكثير.
وفي مجال التعليق علي مباريات الكرة يصنف حمادة إمام من أوائل المعلقين ومن طليعة الصفوف فكان معلقاً قديراً متمكناً في مجال قانون الكرة عارفاً بخبايا اللعبة وأسرارها ولذلك لم تكن تفوته شاردة أو واردة تقديراً للعبة معينة واستحساناً لأداء تحكيمي. كان حمادة إمام يعطي كل ذي حق حقه من الفريقين اللذين يعلق علي لقائهما لم يجامل إطلاقاً فقد كان الحياد سمته البارزة فنجح كمعلق له أسلوبه المتميز مما جعله قريباً من كل ألوان الطيف الكروي لم نسمع علي مدي تاريخه أنه أساء لإنسان أو قال قولاً يؤخذ عليه فقد كان عفّ اللسان شديد الأدب كما تميز مثل أبناء جيله بسرعة البديهة وخفة الظل. وعذراً كابتن حمادة إمام فإني لا أجد الكلمات التي تفيك حقك وتصفك بما تستحقه من ثناء. وعذراً لنا جميعاً وعزاءً لابنك الثعلب الصغير وزوجتك الفاضلة سائلين المولي عز وجل أن يسكنك فسيح جناته.