لست من المؤيدين للتظاهر في ذكري الثورة. فلا هي نجحت في تحقيق مطالبها لنخرج للاحتفال، ولا الوقت ولا الظرف ولا حالة الشباب والقوي المؤمنة بها تسمح بالتظاهر وإعادة التأكيد علي المطالب التي خرجوا من أجلها في 2011. ومع ذلك تعجبت كثيراً من فتوي تحريم التظاهر التي أصدرتها دار الإفتاء وتحمست لها بشدة وزارة الأوقاف واعتبرت أن التظاهر حرام شرعاً وجريمة متكاملة هدفها توريط المصريين في العنف لصالح الأعداء!! حماس الأوقاف لم يقتصر علي مجرد إصدار بيان وإنما ذهبت إلي ما هو أبعد بتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن هذا التحريم وحث المواطنين لعدم الاستجابة للدعوات التي وصفوها «بالهدامة»!! لا أعرف بالتحديد من وراء هذه الدعوات الهدامة، ولم أسمع عن أحد يدعو للتظاهر؟ وبصراحة بدا الحشد المضاد للتظاهر مبالغاً فيه، وكشف أن مجرد اقتراب ذكري الثورة أصبح بمثابة فزاعة ترعب البعض ولم يسلم منها حتي بعض شيوخ السلطة أقصد بعض رجال الدين!! والغريب أن يصل تخوفهم لاعتبار أن التظاهر حرام ولم يقولوا لنا من الذي حرمه وعلي أي أساس جاء التحريم؟ وهل التظاهر في 25 يناير فقط حرام أم أن التحريم يسري علي بقية الشهر؟ وماذا عن التظاهر في 11 فبراير مثلا أو 30 يونيو هل يعد حراماً؟ وهل التحريم يقتصر فقط علي المعارضين للنظام أم يمتد للمؤيدين؟، وماذا لو خرج أبناء مبارك كما هددوا احتجاجا علي الحكم الأخير الذي أدانه في جريمة القصور الرئاسية هل هو حلال أم حرام؟ وبعيداً عن التظاهر وسيرة الثورة اللي بتصيب البعض بأرتكاريا واستبحس، ماذا عن الفساد هل التصدي له حلال أم حرام؟ ولماذا لم تصدر أي فتوي ولم نر هذا الحماس في تحريم جرائم نهب المال العام والأراضي وتشريد العمال والاحتكار والترب؟! التظاهر ليس حراماً وإنما المزايدة لإثبات الولاء للنظام من قبل رجال الدين في رأيي هي الحرام بعينه.