آخر ساعة
مأمون غريب
مجرد خواطر .. المحطة الأخيرة
الإنسان في هذه الدنيا كمسافر يمر علي محطات قلت هذه المحطات أو كثرت، ولكنه في النهاية لابد أن يصل إلي محطة الوصول.. المحطة الأخيرة.
وقد شاهدت علي مواقع التواصل الاجتماعي مشهد وداع الفنان القدير ممدوح عبدالعليم، وأثر الحزن والأسي علي وجوه المشيعين، ولكن توقفت عند مشهد هز مشاعري لفتاة ريفية بسيطة، وهي تقول والدموع تملأ عينيها وهي تودع هذا الفنان الجميل: مع السلامة يارفيع بيه.
ورفيع بك هو الدور الذي قام به الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم في مسلسل (الضوء الشارد) كان تعبيرا صادقا ومعبرا لأنه جاء بتلقائية نابعة من فطرة سليمة.
والمحطة الأخيرة في حياة أي إنسان لابد أن يصل إليها كل المخلوقات.. وتصبح حياتنا مجرد ذكريات لمن يجيئون بعدنا، ثم سرعان ما تطوي الأيام هذه الذكريات.
ومازلت أذكر قول الأديب الكبير عبدالحميد جودة السحار لي ونحن نتحدث عن رحلة العمر.. قال: ـ «عندما يموت الإنسان ليصير كأنه لم يمش علي الأرض يوما».
وما من أديب أو كاتب أو فيلسوف كتب سيرة حياته، ألا وتحدث بما ملخصه: إن العمر لحظات سرعان ما تتلاشي في موجات الأثير.
وكان شاعر العربية الأكبر أبوالطيب المتنبي يري أن الحياة إذا ذهب عنها الصحة والشباب.. جاء الموت.. إنه يقول في إحدي مرثياته..
آلة العيش صحة وشباب
فإذا وليا عن المرء ولّي
وفي آخر عهد أبي بكر الصديق بالدنيا، سمع ابنته عائشة رضي الله عنها تنشد بيتا من الشعر القديم:
لعمرك ما يفني الثراء عن الفتي
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال لها معاتبا
ـ ليس كذلك يا أم المؤمنين، ولكن كما قال الله عز وجل:
«وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد».
ولعل من أروع الكلمات الصادقة التي تعبر عن رحلة الحياة ما قاله أعظم رسل السماء محمد بن عبدالله [
ـ مثلنا في هذه الدنيا كمثل راكب استظل بظل شجرة ثم تركها..

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف