الوفد
علاء عريبى
رؤى -ازدراءات شعبولة عبدالرحيم
والله، بعقد الهاء، لقد فطست من الضحك عندما عرفت بالأمس فقط أن شعبان عبدالرحيم أحيل للنيابة العامة بتهمة ازدراء الأديان، وشعرت بالأسى والمرارة عندما علمت أن مشيخة الأزهر هى التى تقدمت ببلاغ ضد شعبولا، هل وصل الأمر بالمسئولين عن الأزهر إلى حد اتهام شعبولة؟.
المفاجأة الكبرى التى تلقيتها بالأمس أيضا، الخبر الذى نقلته وكالات الأنباء من دولة الكويت الشقيقة، والذي أكدت فيه إعلان شيخ الأزهر من العاصمة الكويتية تنازل الأزهر عن بلاغه ضد شعبولة، وهو ما يعنى أن شيخ الأزهر استجاب للوساطة الكويتية، وأن دولة الكويت تدخلت لصالح شعبولة، وقد سامح شيخ الأزهر شعبولة بمناسبة التكريم الكويتي له.
بحثت فى المواقع الخبرية عن الجريمة التى وقع فيها شعبولة، ربما طالب المشيخة بتجديد الخطاب الدينى، وربما اتهم مناهج الأزهر بالتشدد والحشو، وربما اتهم الأزهر بالضعف خلال فترة الطيب، وربما طالب بفرز السنة المنسوبة للرسول الكريم فى كتب الصحاح، أو اجتهد فى بعض المسائل الفقهية التى استقر عليها بعض الأئمة، يمكن نادى بمذهب فقهي جديد.
بعد فترة من التقصي والبحث اتضح أن جريمة شعبولة رضى الله عنه، تتلخص فى أنه قرأ سورتي الفاتحة والإخلاص فى إحدى الجلسات مرتديا العمامة الأزهرية وسط مجموعة من الأزهريين، شاهدت الفيديو، واستمعت لقراءة الشيخ شعبولة، وكان منضبطا ولم يتغن مثل العديد من القراء، وفهمت من الفيديو أن شعبولة كان فى إحدى الجلسات التى تضم بعض المعممين من خريجي الأزهر، وطلبوا منه قراءة القرآن، وأن أحدهم وضع على رأسه العمامة، وشعبولة قرأ ما تيسر مما يحفظه، الفاتحة والإخلاص، وكان أحد المعممين الأزهريين يلقنه بالقراءة الصحيحة.
إذن ما هى جريمة شعبولة؟، قيل إن مشيخة الأزهر اتهمته بازدراء الأديان، ما الذي ازدراه؟، قيل إن النيابة حققت معه فى ازدراء القرآن الكريم، وقيل إنها وجهت له اتهاماً ابازدراء عمامة الأزهر، وسمعنا أن الاتهام كان بالجريمتين معا القرآن والعمامة، فقد وضعت المشيخة القرآن فى نفس كفة العمامة، وأصبحت العمامة مقدسة تماما مثل القرآن والعياذ بالله.
للأسف البلاغ الذى قدم ضد شعبولة يكشف عن حجم التدهور الذى تمر به المؤسسة، وحجم اهتزاز وضعف المسئولين عنها، فقد انشغلوا بشعبولة عن مراجعة المناهج وتجديد الخطاب الدينى الحكومى.
الذى يجب أن ينتبه إليه القائمون على المؤسسات الدينية الحكومية فى مصر، أن شعبولة يحظى بشهرة شخصية أكبر من أى قامة فى المؤسسات الدينية الحكومية، وشهرته تعود إلى أنه فنان عرف عنه الطيبة والبساطة، والفرق بين شهرته وشهرة من يعملون فى المؤسسات الدينية الحكومية، أن الشهرة فى المؤسسة للمسمى الوظيفى وليست للأشخاص، فقد تناوب العديد من الأشخاص للوظائف القيادية بالمؤسسات الدينية، سجل التاريخ سيرة البعض الذين كانوا يمتلكون ما يقدمونه لعلوم الدين، كما أنه سجل سيرة بعض من الشخصيات التى عملت بعلوم الدين ولم تتول مناصب قيادية وذلك لعلمهم ولما قدموه.
على أية حال نحن نتقدم بخالص الشكر لدولة الكويت الشقيقة لتدخلها فى قضية شعبان عبدالرحيم، ونجاحها فى اقناع شيخ الأزهر بسحب التهم الموجهة ضد شعبولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف