أيام قليلة ويطل علينا عيد الشرطة وهو يعد تخليد ذكري موقعة الإسماعيلية 25 يناير عام 1952 والتي راح ضحيتها خمسون شهيداً وثمانون جريحاً من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي بعد أن رفض رجال الشرطة بتسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي كما تستمر تضحياتهم والشهادة حتي الآن في محاربة الإرهاب الأسود وفي استعادة الأمن لوطننا الحبيب مصر.. كما تطل علينا الذكري الخامسة لثورة 25 يناير التي أبهرت العالم بطبيعتها السلمية والشعبية والتي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وقامت بإسقاط حكم دولة مبارك بكل أنظمته والفساد الذي تركه هذا الحكم وتوحش طوال الثلاثين عاماً الماضية فلابد من محاربته وأذنابه الذين انتشروا في مواقع متعددة ووقفوا حائط صد أمام كل محاولات التخطيط للنماء والتقدم في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها من الأمور التي يفترض أنها تفيد أبناء الوطن والأجيال القادمة.. كما يجب التصدي بحزم وقوة لكل المحاولات العابثة التي تجنح بنا بعيداً عن مواصلة المسيرة الوطنية نحو مستقبل مشرق وأفضل كثيراً مما كنا عليه في السابق.. فبعد مرور خمسة أعوام علي قيام الثورة ولازلنا نعيد بناء ما أفسدته العهود السابقة وخصوصاً بعد أن جاءت جماعة إرهابية وانقضت علي ثورة يناير البيضاء للاستيلاء علي حكم البلد لمدة عام كامل غيرت فيه مسار ثورتنا البيضاء مما جعل الشعب يصاب بخيبة الأمل والاحباط بسبب سقوطنا في أيدي الجماعات الإرهابية التي لا تعرف معني الوطن والاحساس بالمسئولية والنتائج السلبية التي نتجت عن تلك الفترة التي حكمت فيها.. وقد حدثت المعجزة وإسقاط حكم الجماعة الإرهابية في ثورة الثلاثون من يونيه 2013 والحشد الجماهيري الذي امتلأت به الميادين كان بمثابة الضربة القاضية علي حكمها وكل اتباعها في التنظيم الدولي الإرهابي وأيضاً لجميع المتآمرين والخونة الذين جاهدوا بكل الطرق لإسقاط أركان الدولة وترويع مواطنيها بإرهابهم الأسود الذي يدل علي احباطهم ويأسهم وترنحهم من صدمة نهايتهم إلي الأبد بعد أن أسقطوا من عليهم الأقنعة الزائفة وكشفوا شعاراتهم وتمسحهم بالدين وهم أبعد الناس عن التدين ومعرفة صحيح الدين الإسلامي.. هذه الحشود العظيمة المنتمية لبلدها فضحت المخططات الأمريكية التي يرأسها أوباما لصالح الجماعة الإرهابية علي أمل أن يستعيد مكانته في بلدنا حتي يتجنب يوم الحساب والمكاشفة من الكونجرس علي الأموال الطائلة التي أنفقها عليهم لتنفيذ مخططاتهم الفاشلة تحت رعايته هذه الحشود الشعبية التي انطلقت بدافع ولائها لمصر وتصديها لكل من تسول له نفسه أن يبث سمومه الغادرة ولتلقنه درساً عنيفاً سوف تستفيد منه كل الدول التي تعاني من وجود هؤلاء الإرهابيين علي أراضيها.. نحن اليوم أمام تحديات كثيرة وصعبة وهو ما يتطلب منا جميعاً التكاتف بناء بلادنا.. وسوف تبقي مصر حرة أبية بإذن الله رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مأجور.. وتحيا مصر.