مرسى عطا الله
كل يوم .. إيران والشيطان والصفقة!
لا أعرف ما إذا كانت إيران قد كسبت أم خسرت من صفقة الاتفاق النووى التى قبضت ثمنها برفع العقوبات الأمريكية
والأوروبية المفروضة عليها وفك الحظر عن أموالها المجمدة منذ سنوات والتى يصل حجمها إلى ما يزيد على 32 مليار دولار !
البعض يرى أن طهران استطاعت أن تدير المعركة الدبلوماسية مع الغرب بذكاء وخبث، بينما يرى البعض الآخر أن إيران كشفت عن وجهها الحقيقى فى المناورة والزيف من خلال خطاب سياسى معتدل مع أمريكا والدول الأوروبية وخطاب سياسى مملوء بادعاءات الثورية تجاه الداخل الإيرانى والأمة العربية.
والحقيقة أننى أميل أكثر إلى قراءة التحليلين المتضادين كجملة واحدة لأن هذه الصفقة ما كان لها أن تتم فى غيبة من قبول إيران للشروط والقيود الأمريكية والغربية على البرنامج النووى الإيرانى تحت مظلة تفاوض تنسف كل ادعاءات طهران وآيات الله بأنه لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بالشيطان الأكبر «أمريكا».
وعندما يقول وزير خارجية إيران جواد ظريف أن قرار أمريكا وأوروبا برفع العقوبات عن إيران بأنه بمثابة نهار جيد للعالم فقد كان عليه أن يعترف بأن هذا النهار لم تشرق شمسه إلا من خلال التزامات صارمة تعهدت فيها إيران بأن تتوقف تماما عن استخدام لغة ونهج الثورة فى العلاقات الدولية، وأن تعود إلى حظيرة المجتمع الدولى بسلوكيات جديدة تتفق مع المواثيق والأعراف الدولية.
ويخطيء من يظن أن الداخل الإيرانى سوف يقتنع باحتفالات الصفقة التى تروج لانتصار إيران على أمريكا والغرب لأن الإيرانيين يستعيدون فى هذه اللحظات سنوات متصلة من خطاب تعبوى للمرشد العام خامنئى كان يرتكز إلى خطوط حمراء حددها بنفسه وأهمها وأبرزها تحريم التفاوض مع «الشيطان الأكبر» أو إبرام اتفاقات معه... وأيضا يخطيء من يظن أن طهران ستوفى بالتزاماتها مع أمريكا وتتوقف عن لعبة «تصدير الثورات» إلا بعد موافقة أمريكا لأن أطماع آيات الله فى استمرار نهج تصدير الثورات عقيدة راسخة لديهم!
وما بين تشكك الداخل وحذر الخارج سوف تتحدد نتائج الصفقة وتداعياتها التى ربما تكون شرا وبيلا على نظام الملالى سواء بسبب رياح الداخل أو عواصف الخارج.. والأيام بيننا يا من تريدون تصدير الخوف لدول الخليج باسم الصفقة المشبوهة!
خير الكلام:
<< لا يسأل عنك إلا من يفتقدك ويشعر بحجم الفراغ بعدك !