المساء
محمد جبريل
ع البحري- دوري الأهلي والزمالك
السيد المعلق الرياضي شلبكة. الشهير بمدحت شلبي. يحرص علي تنبيه زملائه في القنوات الفضائية إلي ضرورة الحيدة. والبعد عن التعصب. وإثارة الضغائن بين أبناء الوطن الواحد. وليس بين مشجعي مباريات كرة القدم. تصرف مقبول. نتمني أن يكون هو التصرف الذي يحرص عليه مقدمو برامج التليفزيون. والقنوات الفضائية. لكن الأخ شلبي طالعنا في حلقة أخيرة من برنامجه الرياضي "مساء الأنوار" بالتأكيد علي أن دوري كرة القدم. كده وبصراحة. هو دوري الزمالك والأهلي. بمعني أنهما البطلان الوحيدان في الدوري. بينما تؤدي الفرق الأخري أدوار الكومبارس أو السنيدة أو الظلال التي تعمق جمال الصورة. دعَّم الأستاذ شلبي وجهة نظره بالقول إن اقتصار الدوري علي الأهلي والزمالك حقيقة لا نملك إلغاءها. وإن فوز أحدهما ببطولة الدوري تحصيل حاصل. لأنهما يملكان أفضل اللاعبين. وأن هؤلاء اللاعبين هم قوام الفريق القومي. أذكر أن الناقد الكبير الراحل نجيب المستكاوي تصدي في زمانه لهذه الظاهرة المعيبة. وهي تقسيم الدوري إلي أهلي وزمالك. سماهما عتاولة وعناتيل. ووجد فيهما سبباً لتخلف الكرة المصرية. قياساً للتفوق الملحوظ الذي حققته الفرق القومية في الكثير من دول العالم.
إذا حاولنا أن نناقش المشكلة بغير المعني الغريب. الذي خاطبنا به مقدم البرنامج الرياضي. فإن القيمة الحقيقية للناديين الكبيرين كانت في أجيال اللاعبين الذين يمثلونهما. بداية من دوري الأشبال حتي الدوري الممتاز. لكن الصورة "بالعتولة والعنتلة" تحولت إلي رغبة في استلاب ما يملكه الآخرون بالوسائل المتاحة. وغير المتاحة.. وبعد أن قاربت بعض الأندية "أحياناً" مركز البطولة. تدخلت المؤامرات لتبديل الأوضاع. بحيث يظل الأهلي والزمالك في المقدمة. تتبعهما بقية الأندية. ولعلنا نلاحظ أن اتحاد كرة القدم ينظم المسابقات المختلفة في إطار الزعامة الثنائية. فالزمالك علي رأس قائمة. والأهلي علي رأس قائمة ثانية. ومباريات الناديين دائماً مباريات. قمة. يأتي إليها الحكام من الخارج. وتحتشد وسائل الإعلام. وتأخذ صورة الحدث الاستثنائي. حتي لو كان فريقنا القومي.. الذي يعتز مدحت شلبي بأن قوامه من لاعبي الفريقين.. قد خذلنا كالعادة!!.. دوري سخيف. وبلا معني. نتيجة معدة سلفاً.
إمبراطوران يتزعم كل منهما مجموعة من الأندية في أسلوب أشبه بالبلطجة. لا إمكانية للاحتفاظ باللاعبين الممتازين. ولا فرصة حقيقية أمام الأندية لتحقيق طموحاتها بمنافسات شريفة. وجادة.
لماذا الدوري إذن؟!!.. ولماذا لعبة الصعود والهبوط؟!.. وهل هذا الكلام الغريب تأكيد لاتهام مشرفي فرق الدوري بأن الحكام يطلقون صفاراتهم لانتصار الأهلي والزمالك. ولهزيمة الفرق المنافسة. أي أن اتحاد كرة القدم وأندية الدوري والإعلام الرياضي. وكل ما يتصل بدوري كرة القدم في خدمة الناديين الكبيرين؟!.. ألفنا سؤال مقدمي البرامج التليفزيونية لضيوف برامجهم: أهلاوي ولا زملكاوي. بما لا يتيح فرصة الكلام عن انتمائه الرياضي إلي أحد الأندية الأخري. بل إننا نضيف السؤال: لماذا إذن اتحاد كرة القدم؟!.. لماذا لا نحصر التسمية في الأهلي والزمالك. وبينهما اتحاد كرة القدم. بحيث تمثل أندية أخري في قائمة الدوري نوعاً من الاستكمال المظهري. أو البهارات التي تضيف نوعاً من الإثارة والتشويق!
إذا أردنا أن تتحقق العدالة في دوري كرة القدم. بحيث يختفي منطق الخيار والفاقوس. فإن أول ما يجب أن نعني به هو التعامل مع المواهب باعتبار قدراتها وليس بالنادي الذي تمثله. وإنهاء المأساة التي يمثلها ما يسمي وكلاء اللاعبين. فدورهم يكاد يتحدد في حرمان الأندية من لاعبين موهوبين بالزن علي آذانهم. حتي يقعدوا علي دكة الاحتياطي في أحد الناديين الكبيرين. وتتأكسد مواهبهم. وتحرم كرة القدم المصرية من مواهب كانت تحتاج إليها في دعم الفريق القومي. فلا تقتصر علي العناتيل والعتاويل.
أتصور لو أن محمد صلاح والنني أخفقا في الحصول علي فرصتهما في المكانة الدولية. فإنهما كانا سيدفئان دكة الاحتياطي إلي جوار العشرات من نجوم الفرق الأخري. أخذهما الناديان الكبيران. ولو لمجرد حرمان الأندية من فرص الحصول علي ما يعلو عن المركز الثالث.
يا عزيزي مدحت شلبي.. صدمتي بكلماتك الغريبة. تفوق إعجابي بالمواد التي يقدمها برنامجك. وإن وضعت الأيدي علي سر المأساة التي تعيشها الكرة المصرية في ظل سيطرة الناديين الكبيرين. تحيط بهما وسائل الإعلام. وتغني وتصفق وتشيد وتؤيد وتفرش السجادة الحمراء. بينما يضع اتحاد الكرة أمام عينيه دوماً مصير الذئب الذي تصور في نفسه ما عجل بقصف عمره!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف