المساء
مؤمن الهباء
شهادة -الوزيرة السويدية
لم نعد نسمع كلمة شجب أو استنكار من أي عاصمة عربية لعمليات القتل العشوائي في الشوارع. التي يقوم بها جنود إسرائيل ضد الشباب الفلسطيني كل يوم.. ولم نعد نسمع كلمة اعتراض من السلطة الفلسطينية والأخ أبومازن.. هل هذا أمر طبيعي؟!!
كنا في الماضي نرفض الشجب والاستنكار. ونسخر من هاتين المفردتين. وندعو إلي حذفهما من القاموس السياسي العربي.. الآن تبدل الحال.. وصرنا نتوق إليهما. فلا نجدهما.. نجحت مخططات إسرائيل وأمريكا في شغل كل دولة عربية بهمومها الخاصة بعيداً عن الصراع مع إسرائيل.. وسوف تنجح مخططاتهما أكثر وأكثر بفضل العبقرية العربية الأنوية "من الأنا والأنانية" التي أثبتت فاعليتها بجدارة.
هل هذا أمر طبيعي أن تصمت كل العواصم العربية أمام جرائم إسرائيل اليومية.. وأن يأتي رد الفعل الرافض المعترض من وراء البحار.. من السويد التي قالت وزيرة خارجيتها مرجريت ويلستروم أمام برلمان بلادها إنه لابد من إجراء تحقيق دولي حول عمليات الإعدام دون محاكمة التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيين بذريعة محاولتهم طعن إسرائيليين.
ومعروف عن السيدة مرجريت ويلستروم دفاعها عن الحق الفلسطيني في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي.. لكن الغريب حقاً هو الصمت العربي. الذي لم يساند المطلب الذي نادت به بإجراء تحقيق دولي في عمليات القتل الميداني التي يتم تنفيذها كل يوم ضد الشباب الفلسطيني.. أين البرلمانات العربية والقيادات والزعامات؟!!.. بل أين البرلمان العربي التابع لجامعة الدول العربية.. وأين الجامعة نفسها؟!!
لقد تعرضت وزيرة الخارجية السويدية لحملة عدائية ضارية من جانب إسرائيل تنديداً بمطلبها وانحيازها للحق الفلسطيني.. واتهمت من قبل نتنياهو وحكومته بأنها معادية للسامية.. ووصفت تصريحاتها بأنها مثيرة للغضب وغير أخلاقية وظالمة وخاطئة وغبية.. واستدعي سفير السويد في تل أبيب إلي وزارة الخارجية الإسرائيلية احتجاجاً علي انحياز بلاده وسلوكها المعادي لإسرائيل.. وتطوعت آلة الدعاية الصهيونية باكتشاف علاقات قديمة بين السويد والزعيم النازي هتلر. أثناء الحرب العالمية الثانية.. وأن قرارات الحكومة السويدية الحالية تهدف إلي كسب أصوات المسلمين في السويد.
وقال أفيجدور ليبرمان. وزير خارجية إسرائيل السابق. المعروف بانتمائه إلي اليمين المتطرف في وقاحة: إن الشيء الوحيد الذي لم تفعله الوزيرة السويدية حتي الآن هو الانضمام بنفسها إلي من سماهم "المخربين الفلسطينيين" وأن تطعن اليهود في الشوارع.
أين العرب من هذه المعركة التي تخوضها الوزيرة السويدية نيابة عنهم. وهي مقتنعة بأنها تدافع عن الحق والعدل. وترضي ضميرها الإنساني؟!!
للأسف.. العرب صاروا خبراً.. وأثراً بعد عين.. تفرقت كلمتهم.. وتشتتت صفوفهم.. ولم يعد أحد في العالم يكترث بمواقفهم.. وسوف يستمر هذا الوضع حتي يأذن الله بالتغيير.. وعسي أن يكون قريباً.
إن وجود مثل هذه الوزيرة السويدية يؤكد أن هناك ضمائر حَـيَّـة في هذا العالم. مازالت تري الحق حقاً.. وأن ضعف أهل الحق ليس مبرراً للتخلي عنه.. وهؤلاء يجب أن نضع أيدينا في أيديهم ونتواصل معهم لإقناعهم بعدالة القضية التي يقفون إلي جوارها.
إذا كنا غير قادرين علي استرداد حقنا.. فلا أقل من أن نساند من يقف مع هذا الحق.. ونظل ندافع عن الحق. حتي تأتي أجيال تعرف كيف تسترده.. وفي التاريخ عِبَر للناظرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف