بوابة الشروق
حسن المستكاوى
رسالة إلى أفريقيا
** ترسل مصر العديد من الرسائل إلى العالم وإلى محيطها منذ 30 يونيو.. وتوالت قراءات هذا العالم للرسائل. ولكن هناك رسائل توجه إلى الداخل أيضا، ومنها رسالة تحرير المصريين المختطفين فى ليبيا: « كرامة وحرية المصرى أينما كان مسئوليتنا».. وقرأ الشعب المصرى الرسالة بفرحة وأمل وفخر.. بينما هناك البعض الذين لا يعرفون القراءة، هم أميون، والأمية هنا تتعلق بالشعور الوطنى، ولو راقب هؤلاء فرحة أهالى المصريين الذين تم تحريرهم لربما فهموا.. ولكنهم لم يفهموا، ولا يريدون أن يفهموا، وتستغرقهم نظرياتهم ومحاضراتهم!
** اليوم رسالة أخرى إلى أفريقيا، وهى موجهة فى مظروف رياضى جميل، وهى بطولة االأمم الأفريقية لكرة اليد، نعم نريد الفوز بها، فكل انتصار فرحة، ونريد الفوز بها من أجل السفر إلى ريو دى جانيرو.. والسفر فى حد ذاته انتصار، تنتظره رسالة أخرى.
** الحضور الجماهيرى وتشجيع المنتخب الوطنى والالتفاف حوله رسالة مهمة. وتكمن أهميتها فى أنها ستخرج من آلاف الشباب بالصالة المغطاة، وملايين يتابعون الحدث بأمل.. وعندما يلتف شباب حول منتخب بلادهم، فإن ذلك تجسيد لمشاعر وطنية، وصحيح لم تعد الفرق بديلة للوطن، ولم تعد المنتخبات وطنا لأن الوطن بات ملكا للمصريين منذ يناير 2011.. لكن تظل مؤازرة الفرق والمنتخبات المصرية تحمل تلك الرسالة الوطنية.
** الأهمية هنا يضاف إليها أن البطولة تنطلق قبل أيام دعوات هدم وفوضى، والبلد لا يحتمل، ولا الشعب يحتمل، ولم أعرف فى تاريخ البشرية والإنسانية دعوات للهدم والفوضى والكراهية فى مناسبات سعيدة خلدت فى التاريخ.. الشعوب تحتفل ببهجة بيوم الانتصار فى ثورة، ترفع أعلام وطنها، وتعزف الموسيقى والأناشيد الوطنية، بينما هناك من يدعو للانتحار السياسى والاقتصادى فى عيد ثورة، أعظم ثورة سلمية حين كانت ملكا للشعب. ثم ثورة تدمير حين سرقت من الناس.. وهناك من يرفع شعارات نبيلة، مغموسة فى السم.. ظنا أن السم خافٍ لا يراه من يفهمه ويشعر به!
** هذا الالتفاف حول المنتخب من شباب يحب بلده سيكون رسالة شديدة البلاغة، نحو من يرغبون فى احتكار شباب الوطن كله، هم مجموعات ترفض كل شىء حتى نفسها حين تنظر إلى المرأة، وسيكون الحضور الجماهيرى رسالة إلى القارة، ورسالة إلى الداخل.. تماما كما كانت رسائل المشروعات العملاقة، والبناء من أجل المستقبل والأجيال القادمة.. وكما كانت المواقف الدولية لمصر، وكما كانت عمليات حماية المصريين بمكافحة الإرهاب الأسود الخسيس. وكما كانت عملية تحرير المصريين المختطفين فى ليبيا.
** كل يوم رسالة.. ولن نلتفت لمن لا يقرأ الرسائل ولا لمن يقرأها ولا يفهمها ولا يريد أن يفهمها.. تحيا مصر كما هى وكما ستكون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف