الأهرام
على بركة
على الهامش .. شمس الأمل
من اليوم تعود مصر لتقف على قدميها مرة أخرى , تعانق العالم وتستقبل القادمين من كل فج عميق .. تعود منف القديمة والفسطاط والمحروسة وألف عام يتوافد عليها الغزاة وهى صامدة لا تنحنى ابدا بل تظل دائما عبر مئات السنين قاهرة الأعداء .

اليوم تنطلق بطولة أمم أفريقيا لرجال كرة اليد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى بحضور رؤساء دول وجمهوريات ورؤساء اتحادات قارية ووطنية وشخصيات عالمية ومطربين من كل الدول الاثنى عشرة المشاركة فى البطولة .. الكل جاء ليرى القاهرة المكابرة الصامدة التى وضع أول لبنة عربية فيها عمرو بن العاص عام 21 هجرية وأكمل لبناتها بعد 337 عاما جوهر الصقلى .. القاهرة التى قيل عنها فى كتب التاريخ أن جمالها «يصيب أبلغ الناس بالبكم» .. ولا يساورنى الشك لحظة واحدة فى أن الصالة المغطاة التى ستستضيف مباريات البطولة سوف تصيب الدنيا كلها بالبكم من شدة روعتها خاصة بعد التعديلات التى أقترحها وأشرف بنفسه على تنفيذها «المهندس» خالد عبد العزيز المواطن المصرى العاشق لتراب هذا البلد. مصر المعروفة عنها بقدرتها غير العادية على مزج الغرباء فيها تستعد بحب وعن طيب خاطر لتمنح ضيوفها «حق اللجوء العاطفي», حيث ترخى «شمس الأمل» جدائلها الذهبية فوق مياه النيل الخالد الذى يبعث برسالة حب الى العالم فى صورة «وردة» معتقة بعطر التاريخ وحولها تتراقص ألف شمعة فوق ألف مئذنة. أجمل ما فى بطولة الأمم الإفريقية لرجال اليد بالقاهرة أنها تجئ فى وقتها المناسب تماما .. وترد على الحاقدين والخائنين الرد المناسب تماما .. ولذا أتوقع أن تكون البطولة ايذانا بمرحلة مهمة, وان تعود بعدها سماوات مصر لتستقبل ضيوفها من كل زوايا الأرض, ليروا الواقع الحقيقى لهذا البلد الآمن الذى لم يعرف شعبه العنف يوما على مدى تاريخه كله الممتد فى عمق سبعة آلاف عام وأكثر هى عمر التاريخ فى حياة مصر. أفتحوا الشبابيك واستقبلوا «شمس الأمل» .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف