الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. أمريكا تلعب بالجميع!
ثمة ملاحظة مبدئية ينبغى رصدها والتوقف أمامها وأعنى بها تزامن توقيت رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن إيران مع انهيار أسعار البترول وهو ما يعنى أن إيران لن تحصد شيئا ملموسا من صادراتها بعد رفع العقوبات بل أنها ستخسر كثيرا عما كانت عليه أحوالها تحت الحظر والحصار حيث كانت تبيع البترول سرا ومهربا بما يزيد على ضعف أسعار البترول حاليا!

وظنى أن هذا التزامن فى التوقيت ليس مجرد صدفة وإنما هو جزء من برنامج استراتيجى تمارسه واشنطن بذكاء تحت عنوان "أمريكا قادرة أن تلعب بالجميع" ودليلى على ذلك أن السياسة الأمريكية تبيع للعرب عبارات "الصداقة الاستراتيجية" وتغازل إيران بمقولات الدعوة إلى ضبط النفس ووقف تدخلات طهران فى الشئون الداخلية لدول الجوار.

قبل أيام كان وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى يتحدث مع وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف فى فيينا قبل إعلان قرار رفع العقوبات عن طهران وحرصت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية على القول بأن كيرى جدد لظريف رغبة أمريكا فى أن يكون الاتفاق النووى مدخلا لانخراط إيران فى مساعى صنع السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط بوجوب عدم التدخلات الإيرانية فى شئون الغير... وقد تزامن هذا الإعلان الأمريكى مع إعلان أمريكى مماثل ورد فيه أن جون كيرى اتصل هاتفيا مع وزير الخارجية السعودى عادل الجبير ليؤكد له مجددا أن الاتفاق النووى لا يؤثر من قريب أو بعيد فى قوة ومتانة الصداقة الاستراتيجية بين أمريكا والسعودية والتى تعتبرها واشنطن حجر الزاوية فى مجمل السياسات والجهود الأمريكية فى الشرق الأوسط.

ولو أن كيرى كان صادقا فى حديثه مع الجبير لأدرك أن العالم العربى عامة ودول الخليج على وجه الخصوص سئمت من التطمينات الكلامية وأن الاحتقان المتصاعد فى المنطقة يرجع فى جانب كبير منه إلى سلوكيات إيرانية مستفزة تستوجب أفعالا ملموسة تؤدى إلى إجبار طهران على وقف التدخل فى شئون الغير واحترام سيادة دول الجوار الخليجية والكف عن دعم وتمويل الميليشيات المسلحة والخلايا النائمة فى العديد من دول المنطقة ولكن أمريكا هدفها أن تبتز الدول العربية بالخطر الإيرانى وتضغط على طهران بالصياح والصراخ العربى متأسية فى ذلك بنظرية السلطان سليم الأول "إذا اقتتل الناموس فى الليل ضمنت نوما هادئا" !

خير الكلام:

<< إذا ارتقى فيه الذى لا يعلمه... زلت به إلى الحضيض قدمه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف