دائماً ما تفرز الثورات والحروب أدباً خاصاً بها. يعبر عن الحالة التي يعيشها أبطال المرحلة. والأجواء المحيطة بهم. والأحداث التي تدور من حولهم.
ثورة الخامس والعشرين من يناير التي نحتفل بذكراها الخامسة بعد أيام. من الثورات التي خلفت وراءها رصيداً ابداعيا تعددت أشكاله. شعراً ونثراً ورسماً. معظمها خرج من قلب ميدان التحرير حاضن الثورة والثوار.
عمنا عبدالرحمن الابنودي رحمه الله فاجئنا بقصيدة ألقاها بصوته علي الهواء مباشرة بعنوان "الميدان":
يادي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها..
يادي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصبرها..
لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر..
مهما حاصرتوا الميدان عمره ما يتحاصر
أما الأغنية الاكثر ارتباطا بثورة يناير فقد كانت للكينج محمد منير بعنوان "إزاي" وهي من كلمات الشاعر نصر الدين ناجي وألحان أحمد فرحات. الغريب ان منير سجل الاغنية ليلة رأس السنة قبل حادثة تفجير كنيسة القديسين لكن سرعان ما ترددت في قلب ميدان التحرير وعلي شاشات الفضائيات.
إزاي ترضيلي حبيبتي.. اتمعشق اسمك وأنت
عمالة تزيدي في حيرتي.. ومانتش حاسة بطيبتي إزاي
ويبقي اسم رامي عصام ابن المنصورة من مواليد 1987 هو "مغني الثورة" كما أطلقوا عليه فكلمات أغانيه وألحانه خرجت من شعارات وهتافات الميدان حيث غني:
كلنا ايد واحدة.. وطلبنا حاجة واحدة.. ارحل
وكانت بداية مطالبة نظام مبارك بالرحيل. وهو المطلب الذي تمسك به ابناء الثورة حتي تحقق لهم وإلي جانب قصيدة "ارحل" غني عصام "اضحكي ياثورة" و "طاطي طاطي" و "الجحش قال للحمار".
ومع سقوط الشهداء. بدأ يظهر لون جديد من الشعر في رثاء من ضحوا بأرواحهم املا في مستقبل البلاد ولعل أكثر ما كتب تأثيرا في النفس كانت كلمات الشاعر أمير طعيمة والتي غناها المطرب محمد فؤاد بعنوان "بشبه عليك".
"كان نفسي بس أقولك انت مرحتش هدر.. دلوقتي صوتنا عالي وخلاص خوفنا انكسر بقي فيه في قلوبنا رحمة.. وليلنا فيه قمر".
أما هشام الجخ فقد كان في مسابقة لشعراء العرب بالخارج وعندما علم بخروج الملايين في شوارع مصر ينادون بالتغيير خط قلمه متمنيا لبلاده وبلادنا الحبيبة هذا التغيير قائلاً:
"مزق دفاترك القديمة كلها.. واكتب لمصر اليوم شعرا مثلها"
ويبقي مانشيت جريدة "المصري اليوم" "الورد اللي فتح في جناين مصر" أفضل تعبير ومشاركة للصحافة في حب مصر وشهداء يناير.
رحم الله شهداء يناير.. الذين بالتأكيد ماتوا في ثورة يناير.. وهذه كانت آخر الابداعات الفنية التي غناها "حمادة هلال".