المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. قمر صناعي مصري بتكنولوجيا صينية - روسية
تحول الفضاء الخارجي إلي غابة من الأقمار الصناعية لعدد كبير من دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند ودخلت علي الخط

إسرائيل التي تأتي في الترتيب العاشر من بين الدول التي لها أقمار تسبح في الفضاء وقد بدأت إسرائيل إطلاق أقمارها ذات الأغراض العسكرية

والاستخباراتية في بداية الثمانينيات بالقمر "أفق-1" وانتهت بالقمر "أفق-2" في أبريل 2014 ليصل عدد أقمار إسرائيل في الفضاء سبعة عشر قمراً

تتجسس بها علي كل شبر في الكرة الأرضية بما في ذلك طبعا كل الدول العربية وعلي وجه الخصوص مصر.
ونظرا للرعاية الأمريكية الكاملة لإسرائيل فقد ظهرت هذه الرعاية والاحتضان من جانب واشنطن لكل ما هو إسرائيلي عن طريق مد إسرائيل بتكنولوجيا

هذه الأقمار أو مساعدتها في حمايتها من تجسس أية أقمار أخري عليها.
شركة "جوجل" الأمريكية صاحبة محرك البحث الأشهر في العالم قامت بإصدار تطبيق يعمل منذ سنوات طويلة يسمي "جوجل إيرث" يمكن لأي شخص من

خلاله رصد أي موقع علي الكرة الأرضية في أي لحظة من خلال صور ثابتة مجانا. أما الصور المتحركة "لايف" فتكون متاحة أيضا في أي لحظة ولكن

بمقابل مادي كبير من خلال الاتفاق مع الدول أو الشركات الكبري التي تريد هذه الخدمة علي أن تكون تحت رقابة المخابرات الأمريكية التي تسيطر بشكل

كبير علي محرك البحث جوجل.
ومن هذا المنطلق فإن أي باحث في محرك جوجل يمكنه التوصل إلي أي موقع في العالم بكل تفاصيله إلا مكانا واحدا في منطقة الشرق الأوسط وهو "

إسرائيل".. فإذا حاولت التوصل إلي موقع إسرائيل ستجد غمامة فوق إسرائيل تحجب الرؤية وتمنع كشف مواقعها سواء العسكرية أو المدنية في الوقت الذي

تجد فيه كل أراضي الدول العربية بمشتملاتها متاحة حتي للأطفال المتعاملين مع الإنترنت ومن قبلهم طبعا الإرهابيون والدول المعادية.
وبعيدا عن القمر الصناعي المصري الذي تم إطلاقه من احدي القواعد الروسية منذ عدة أشهر والذي سبب رعبا لإسرائيل عندما قالت إن مصر أطلقته

لأغراض عسكرية وبمناسبة زيارة الرئيس الصيني لمصر وتواكبا مع تطور العلاقات المصرية - الروسية وبخاصة في المجال العسكري فلماذا لا يتم

الاتفاق بين مصر وروسيا والصين علي اطلاق قمر صناعي مصري جديد بتكنولوجيا هاتين الدولتين ليقوم بدوره المهم خلال الفترة الحالية والمقبلة التي

تواجه فيها مصر حربا شعواء علي كل الجبهات الخارجية والداخلية وأصبح فيها الأعداء علي كل الحدود وبالداخل أيضا؟
الأقمار الصينية تهدد الأقمار الأمريكية وكثيرا ما اعترضت واشنطن علي بكين عندما حدثت مناوشات في الفضاء بين الدولتين وكان آخرها تهديد الصين

بتدمير الأقمار الصناعية الأمريكية بالكامل بصواريخ تنطلق من الأراضي الصينية أما روسيا فأقمارها تسبب قلقا بالغا للولايات المتحدة لأنها ذات أهداف

استخباراتية بالأساس وتعوق وترصد وأحيانا تمنع بعض التحركات للقوات الأمريكية علي الأرض.
احتياج مصر لقمر صناعي يحمل الصفة العسكرية أصبح ضروريا جدا وسيكون مفيدا في رصد تحركات الإرهابيين علي الحدود الشرقية والغربية

والجنوبية وأيضا لرصد كل ما يهدد الأمن القومي المصري وآخره تلك القاعدة العسكرية التركية التي تقام في الصومال وعلي ساحل البحر الأحمر بجوار

باب المندب وما يحدث في أثيوبيا وساحل البحر المتوسط ومن قبل كل ذلك ما يحدث في إسرائيل وأعتقد أن رجال سلاح الحرب الالكترونية في القوات

المسلحة المصرية لديهم القدرة والخبرة التي تمكنهم من استخدام قمر صناعي كهذا بمنتهي الكفاءه لحماية الأمن القومي المصري.
أتمني أن تكون فكرة كهذه حاضرة في لقاءات الرئيس السيسي مع الرئيس الصيني خلال مباحثاتهما المهمة جدا في القاهرة التي أعتقد انها سوف تشتمل من

بين ما تشتمل علي التعاون في المجالات العسكرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف