المساء
مؤمن الهباء
شهادة .. الفيديو لا يكذب
كنت أبالغ في التشكك وكان يبالغ في التأكيد.. ثم ارتضينا أن نحتكم إلي الفيديو.. والفيديو لا يكذب.
النائب البرلماني جبالي المراغي.. الذي يشغل منصب رئيس اتحاد عمال مصر. بالإضافة إلي عضويته في مجلس النواب الجديد يقول للإعلامي تامر أمين

أثناء مداخلة هاتفية علي الهواء ببرنامج "الحياة اليوم" عبر فضائية "الحياة": "أستأذن معاليك قبل ما نبدأ بس.. أنا باعشق تراب رجلين سيادتك".. فيرد تامر

أمين "العفو يافندم العفو".. ويقاطعه النائب قائلاً: "أنا بحبك.. حاسبوني بقي.. أنا بحبك علي الهوا".. ويرد تامر أمين: "أحبك الذي أحببتني فيه.. شكراً جزيلاً

سيد جبالي ربنا يعزك".
هذا هو مضمون الفيديو المثير الذي تتداوله المواقع علي "فيسبوك".. والذي لم أكن أصدقه حتي شاهدت وسمعت.. والفيديو لا يكذب.. والمثير هنا ليس حب

السيد جبالي للسيد تامر أمين.. فالحب جميل ولا شيء فيه.. وانما طريقة التعبير عن هذا الحب بالمبالغة الفاحشة التي قلبت الحب الجميل إلي شيءآخر..

شيء مبتذل.
ربما يقول قائل: هذا سلوك شخصي وهو حر فيما يقول.. وهذا خطأ مردود عليه.. فالأستاذ جبالي ليس شخصاً عادياً.. إنه رئيس اتحاد عمال مصر.. الكيان

النقابي الأكبر المنوط به الدفاع عن حقوق عمال مصر في مواجهة سلطات الدولة.. وهو عضو البرلمان المنوط به سن القوانين التي تحكم البلاد والعباد

والرقابة علي السلطة التنفيذية.. فكيف ننتظر منه أن يضطلع بهذه المهام الجسام وهو عندما يحب فلاناً أو علاناً يقول علي الهواء ودون أدني احتشام "أنا

باعشق تراب رجلين سيادتك"؟!
إنه سلوك سياسي ونقابي بامتياز متي خرج إلي العلن.. ويجب أن يكون محكوماً بهذين البعدين "السياسي والنقابي".. ولك أن تتصور إذا كانت المبالغات قد

أخذته بعيداً عندما أحب تامر أمين فانطلق لسانه "أنا باعشق تراب رجلين سيادتك" فما بالك لو أحب الرئيس أو أحب الوزير.. هل تتخيل ماذا سيقول؟!
لا أدري لماذا سرحت بعد مشاهدة الفيديو المثير وذهبت مباشرة إلي تونس الشقيقة.. بالتحديد إلي حسين العباسي رئيس الاتحاد التونسي العام للشغل الذي

يوازي عندنا السيد جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لعمال مصر.. هل يمكن أن يقول العباسي ما قاله المراغي لكائن من كان؟!.. لا أظن.
لقد لعب العباسي مع ثلاثة آخرين من قادة المنظمات غير الحكومية دوراً تاريخياً.. مستقلاً وواعياً.. لتحقيق التوافق الوطني والتوصل إلي حلول سياسية

للأزمات التي تعرضت لها بلادهم.. وحصلت هذه الرباعية مؤخراً علي جائزة نوبل للسلام اعترافاً بهذا الدور وتقديراً له.. وهذا هو الفرق.
لابد أن يدرك الأخ جبالي.. وكل من في مثل موقعه.. أن العيون ترصد وتتابع.. وما كان مسموحاً به في منظومة الحزب الوطني قبل الثورة لم يعد مقبولاً

الآن.. وأن مستوي الحب الذي يصل إلي تراب رجلين سعادتك صار مرفوضاً.. اجتماعياً وثقافياً وسياسياً ونقابياً.. هذا الخطاب لا نريد لأولادنا أن يطلعوا

عليه حتي لا يعتادوه.. هناك خطاب آخر بديل يحتفظ للمحب باحترامه وكرامته مع من يحبه أو من يكرهه.
نعم.. الناس فيما يعشقون مذاهب.. لكننا يجب أن نعبر مرحلة عشق التراب وعشق الرجلين.
تصحيح:
تلقي الأستاذ سامي حامد رئيس التحرير رسالة من السيد رئيس الإدارة المركزية لشئون رئاسة سكك حديد مصر رداً علي ما كتبته في "شهادة" بتاريخ

20/12/2015 بشأن الحبس لمن لا يحمل تذكرة القطار.. وقد جاء في الرد أن من لا يحمل تذكرة فعليه أن يدفع ثمن التذكرة. بالإضافة إلي

المصاريف الإضافية داخل القطار.. أما الحبس فلمن يرفض دفع الأجرة أو الغرامة.. لذلك وجب التصحيح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف