انعقد على مدار يومى 17 – 18 يناير 2016م الملتقى الأول للمفكرين العرب بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث ضم نخبة من العلماء والمفكرين المهتمين بالشأن العربى والشأن الدينى الإسلامى والمسيحي، حيث كان سكرتير المجلس البابوى لشئون الحوار بالفاتيكان حاضرًا فى كل فعاليات الملتقي، وقد كانت المناقشات والأطروحات ثرية وهادفة، وبعد يومين من الحوار العلمى الفكرى الهادف انتهى المؤتمر إلى توصيات نذكر منها:
1- وجوب الاهتمام بتأهيل القائمين على الشأن الدينى فى مختلف دول العالم، وتمكينهم من الاضطلاع الناجع بأدوارهم المنوطة بهم, فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب والغلو فى الدين، تفكيكًا لخطابة, ونقضًا لمقولاته، وتفنيدًا لدعاواه, وإنتاجًا لخطاب أصيل ونافع, وبديل جذاب، فى إطار استراتيجية متكاملة .
2- وجوب إطلاق مبادرات للتعريف بصحيح الدين الإسلامى الحنيف، ونفى أشكال التدين الدخيلة من خلال: إتاحة المضامين الوسطية الأصلية، المنطلقة من الرؤية الكلية للدين الإسلامي، باعتباره رحمة للعالمين. ونقض مقولات المتطرفين التى يروّجونها فى وسائل الإعلام والنشر المختلفة, ومواقع التواصل كافة, وبيان أوجه الصواب ذات الصلة. والعمل لملء الفراغات كافة التى يستغلها المتطرفون ودعاة الإرهاب فى مواقع التواصل الاجتماعي, وبناء البدائل الأصلية الناجعة, كالمنصات العلمية الرقمية, والتفاعل الشبابي, عن طريق التوعية بمخاطر المضامين الهدامة, والتمكين من المضامين البناءة.
3- العناية بالطفولة والنشء, من خلال إطلاق سلاسل كرتونية, وفيديو بناءه, تُستثمر فى هذه الفئة التى تعتبر أمل الأمة.
4- الاهتمام بالشباب باعتبارهم ركيزة الدولة الوطنية الحديثة, وصمام أمان الحاضر والمستقبل, باعتبار قضية الشباب قضية أمن وطنى وقومي, وأن حمايتهم من الغلو والتطرف مسئولية الدولة والمجتمع.
5- ضرورة بناء معاجم عصرية يتم فيها تحرير المصطلحات الإسلامية المحورية لردها إلى أصلها, والحيلولة دون الاستخدام المغرض لها الذى يقوم به المتطرفون.
6- ضرورة تبادل التجارب الفضلى فى مجال تدبير الشأن الدينى بين الدول الإسلامية والإفادة منها.
7- ضرورة تقوية المؤسسات الدينية فى البلدان الإسلامية, وتعزيز قدرات العاملين فيها.
8- ضرورة الاهتمام بالتعليم عامة والتعليم الدينى خاصة, ولاسيما فى مراحلهما الأولي.
9- التأكيد على أهمية تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، والعمل على ردم الفجوة بين المثقفين وعلماء الدين.
10- ضرورة التفريق الواضح الذى لا لبس فيه، بين التعامل مع “النص الديني” الشامل للقرآن والسنة و”التراث الفكري”، فالأول ثابت والثانى متغير، ولا يجوز إنزال الثابت منزلة المتغير ولا العكس، على أن ثبات الأول إنما هو ثبات النقل، مع قطعيات الدلالة، أما المتغير فهو المتسع لقضايا الحياة، بما فيها أنظمة الحكم، وسائر التعاملات التى تنظم حياة الناس وخاصة شئونهم اليومية .
11- بناء الدلائل التى تمكن من القياس والتأصيل العلمى للمقاصد الكلية لدين الرحمة فى المجتمع (حفظًا للحياة, وتحقيقًا للعدل، وحفظًا للدين, وللعرض , وللعقل , والمال) .
12- تحرير مباحث فكرية محورية هامة من قبيل : «فقه دولة المواطنة», و «فقه الأقليات», و«فقه الجهاد», و«فقه دار الإسلام»، و«فقه الحكم بما أنزل الله», وغيرها من المباحث المحورية , وذلك للوقوف على ما أُنجز منها, وإتمام ما لم ينجز .
وقد تضمن البيان الختامى إشادة واضحة وصريحة بتجربة وزارة الأوقاف المصرية فى تيسير الحصول على الثقافة الإسلامية الصحيحة وما لا يستغنى عنه منها، وبخاصة لغير المتخصصين فى العلوم الشرعية وهو ما يجعلنا أكثر إصرارًا على ما أعلنا عنه من فتح مركز للثقافة الإسلامية بكل محافظة من محافظات مصر بإذن الله تعالي, قيامًا بواجبنا فى نشر الفكر الوسطى داخل مصر وخارجها.
كما تضمن الملتقى فى جميع جلساته الإشادة بدور الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف المصرية، ودار الإفتاء, وقد كان سماحة الشيخ عبد اللطيف الدريانى مفتى لبنان شديد الوضوح حين قال وبصراحة تامة: لا يمكن أن نحارب التطرف بدون الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بمصر، وهذه المؤسسات هى مرجعيتنا التى تجمعنا وتحتضنا لمواجهة التطرف والإرهاب.