الزوجة نائمة علي مقعد السيارة الخلفي.. والزوج نزل ليملأ بنزيناً يكفيه الرحلة الطويلة علي الطريق السريع.. وبعد أن أنهي مهمته انطلق. دون أن يخطر بباله القاء نظرة علي الزوجة التي كانت أفاقت من نومها وذهبت إلي دورة المياه وعادت منها لتشهد السيارة علي الطريق حاولت الجري خلفها.. الصراخ.. الاشارة.. والرجل ماشي في "سكته".
هذه الأحداث حقيقة نقلتها الأخبار واكملت انه بعد ساعتين بالتمام والكمال التفت الزوج فلم يجد زوجته فأدار عجلاته في عودة للبحث عنها ووجدها جالسة في المحطة علي حالها.
في الفيلم الأجنبي الذي رأيته كان نفس المشهد.. ففي بداية "Haheymooh" أو شهر العسل يجمع العريس الشنط ويضعها في العربة.. ومعه العروسة وحين يصلان معا لأول محطة وقود يقف للتموين ثم ينطلق ناسيا البحث عن زوجته التي تصرخ بأعلي صوت وتخبط السيارات بيديها. وتجري علي الهاتف العمومي لتطلبه ومحاولات مساعدات من آخرين أخذوها معهم إلي أقرب نقطة شرطة ثم منها إلي استراحة ظنته سيتوقف فيه. وبين التنقلات والأيدي التي تمتد حدث الاطمئنان بعد حيرة والسكينة عقب لوعة والرضا الذي يخضع ثورة واليد الثانية التي لملمت جراح الأولي.
وبين الفيلم والحقيقة تبقي مشاعر غارقة في سؤال.. الزوج الذي ينسي الرفيقة لساعات.. لم يفتقد وجودها لحظة.. والزوجة التي تمددت واغمضت عيونها في أمان وجود الرفيق.. تكتشف انها لم تكن في رعايته كيف يكملان معا باقي.. الطريق.
والحكاية ليست في نسيان محطة وقود.. انها في الواقع درس لكل الأزواج اعتني بها من البداية.. لا تهمشها أو تحملها ما لا طاقة لها به ربما هي في شبابها ستضحي وتتحمل ولكن في خريف العمر يثقل الحمل.. وهنا يصبح الرجل في واحد من هذه المواقف أن يعيش وحده ولو كان الجميع حوله.. لكن الكل يذكر أفعاله فتنبذه القلوب وان اجتمعت حوله الأجساد.
أو يتحول الأمر للمهزلة التي نراها جميعا في الحياة وعلي الشاشة فهذا ممثل كوميدي كنا نحبه شابا كانت له زوجة جميلة وبنات حلوات.. لكنه ما أن يظهر علي الشاشة ستسمعه في "تتر" أحد البرامج يقول اللي عايز "يبوس" يسألني أنا.. ينطقها بشفاه فتر لونها وزال والويل لعجوز يتصابي من أحكام زمان يعترف بحكمة الكبار وعقولهم ويرفعهم فوق الرءوس ويسقط موتورين يتشبثون بكلمات مراهقة تمرمغهم في الحضيض.
ونعود لرحلة شعر العسل ولتبدأها باهتمام وحنان واحتواء لا تغفل عن الرفيق فهو أكبر نعمة ستعرفها وتشعرها فقط ان.. صنتها.. فصانتك.