أحمد عزت
من القاهرة - بين الفرس والاتراك ..
لا فارق أراه بين إيران وتركيا فيما يتعلق بأطماعهما في السيطرة علي عالمنا العربي. ولا شك يراودني بأن أحلامهما في إستعادة مجد الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية لن يتحقق إلا عبر الفضاء العربي.
بالأمس كان الحديث عن امبراطورية الدهاء إيران, واليوم عن الخليفة التركي الطامع اردوغان, الذي ما لبثت بلاده أن وقعت اتفاقا قبل أسابيع لإقامة قاعدة عسكرية كبري للجيش التركي علي الاراضي القطرية تطل علي الخليج العربي, حتي أعلنت الاسبوع الماضي عن اتفاقية مع الصومال لإقامة قاعدة عسكرية تضع قدما للجيش التركي في خليج عدن !!
تركيا بررت تواجدها العسكري في الصومال بتدريب نحو10 آلاف و500 جندي هناك, وهونفس المبرر الذي ساقته لتفسير تواجدها العسكري غير القانوني في شمال العراق, بحجة تدريب قوات كردية علي محاربة تنظيم داعش. أضف إلي ذلك أيضا تواجدها العسكري والمخابراتي الكثيف في سوريا, خصوصا في المناطق الشمالية.
خبراء تركيا العسكريون ممن أطلقهم نظامها للتسويق لهذه التحركات نفوا الأهداف التوسعية والاحتلالية لهذه الخطوات, وزعموا أنها تأتي فقط لمجاراة التغلغل الفارسي في المنطقة العربية وإفريقيا.
وبالطبع, لم يكن لهذا الحضور العسكري التركي للمنطقة أن يحدث دون تنسيق مع الرياض, التي شهدت الفترة الأخيرة تقاربا استراتيجيا بارزا بينها وبين أنقرة, ويسعدها بكل تأكيد التواجد التركي في مضيق باب المندب الذي يعتبر أهم محاور الصراع السعودي الايراني. لكني أخشي أن نكون قد استعنا علي مواجهة الذئب بذئب آخر.