الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات البوعزيزى وخالد سعيد
بينما تحفظ كل الشعوب العربية عن ظهر قلب حكاية الشاب التونسى محمد البوعزيزى مفجر ثورة الياسمين التونسية التى اطاحت بنظام زين العابدين بن علي، فإن سكان مدينته سيدى بوزيد ــ لا يشعرون بعد مرور خمس سنوات على الثورة بتحسن اقتصادى وأن فقر الفئات المحرومة لم يتغير. ويقول سالم البوعزيزى شقيق مفجر الثورة :أغلب الفئات الفقيرة باتت تشعر باليأس والإحباط ولا ترى بصيص أمل فى آخر النفق رغم الوعود الانتخابية والحكومية دون تنفيذ جدى على أرض الواقع مشيرا إلى إحساس الناس بالغبن وخصوصا البسطاء نتيجة غلاء المعيشة وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب خصوصا خريجى الجامعات.

ونستكمل حكاية البوعزيزى بالشرطية فايدة حمدى التى اتهمت بصفعه على وجهه مما أثار حفيظته ليشعل النار فى جسده منتحرا من وقع الصفعة ورمى بضاعته فى الشارع. فهى نفت فى حديث لصحيفة الشرق الأوسط صفع الشاب، وقد برأها القضاء بعد رحلة عذاب فى السجن قبل اطلاق سراحها وعودتها لعملها. واتهمت الشرطية الإعلام بترويج المعلومة الكاذبة بصفع البوعزيزى ورمى تجارته فى الشارع لتنتشر بسرعة ولم يكن بإمكان أحد أن ينفيها.

وتروى أن الشاب نفسه احتك بها وحاول اصابتها بالميزان رغم مخالفته القوانين، فيما حاول شقيقه ضربها أيضا. وتؤكد أنها تعرضت لاعتداء بدنى ولفظى أمام الناس ولم ينصفها أحد فى ظل الفوضى التى أحدثتها واقعة انتحار البوعزيزى حرقا بالنار فى جسده، حيث لم يصدقها أحد رغم علم الجهات المعنية بصدق روايتها، ولكن التونسيين وقتها صدقوا رواية الإعلام وأقارب الشاب المنتحر.

والأهم أن الشرطية التونسية تندم الآن على منع البوعزيزى من رمى بضاعته فى الطريق العام، لأن الواقعة أشعلت الثورات العربية التى أحرقت بعض الدول والشعوب، فالموت فى كل مكان والتطرف ينتشر ليقتل الأرواح البريئة.

ولكن هل يندم الشرطيان السكندريان اللذان تسببا فى مقتل خالد سعيد مفجر ثورة 25 يناير التى يتنكر لها الجميع الآن ويعتبرونها رجسا من عمل الشيطان. والأهم، هل تبدل حال المصريين؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف