الوفد
وجدى زين الدين
حكاوى -«سويلم» والرد على دعاوى التطرف
رغم أن محتويات هذا الكتاب قرأتها كاملة عندما تم نشرها مسلسلة فى جريدة «الوفد» خلال الشهور الماضية من عام 2015 المنصرم، إلا أن قراءتها مرة أخرى وهى بين دفتى كتاب تختلف كثيراً عن القراءة الأولى الصحفية وهناك فرق كبير بين القراءة الأولى الصحفية والثانية فى بحث علمى من خلال كتاب.. فى كتاب «الرد على دعاوى التطرف بالأسانيد من القرآن والسنة الصحيحة» لمؤلفه اللواء أركان حرب حسام سويلم، فند الرجل كل دعاوى التطرف ورد عليها بمنهج علمى بعيداً عن الخرافات ومن خلال القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
فى الأسانيد التى استند عليها اللواء حسام سويلم، ذكرنى تماماً بقضايا المبهم والمتشابه فى القرآن، وكيف اعتمد العلماء على تفنيد قضايا المبهم فى القرآن الكريم، مع فارق التشبيه فى أن الحديث الذى يتحدث عنه «سويلم» هو الرد على المتطرفين المغالين فى شئون الدين الحنيف، وكشف بما لا يدع أدنى مجال للشك. أن هؤلاء فئة غوغائية تأخذ من الدين فقط ما يريدون تطويعه لمصالحهم الشخصية وأفكارهم ومع قدراتهم الذاتية القائمة على جنوح فى الفكر والرأى، والكتاب تحدث عن ست عشرة قضية مهمة حول دعاوى التطرف وهى دعوة الخلافة وحقيقة الحكم بما أنزل الله والمتاجرة بتطبيق الحدود والشريعة والرد على مزاعم داعش وبطلان الإكراه فى الدين، ومكانة مصر فى الإسلام والرد على ازدراء الوطنية وفتاوى ابن تيمية فى التكفير والقتل وقضايا الجهاد المزعومة وفريضة إعمال العقل والبحث العلمى والسبيل لإصلاح المجتمع والولاء والانتماء وبطلان دعاوى المتطرفين عن الآثار وتنقية التراث».
ويخلص الكتاب الى حقيقة مهمة وأمنية بل وملحة وهى الدعوة الى تجديد الفكر الدينى والتى تستوجب ضرورة تطهير وتنقية كتب التراث جميعها من كل الخرافات والأباطيل والإسرايليات الدخيلة عليها، والتى تستند عليها دعاوى التطرف، كما ينتهى الكتاب الى ضرورة ملحة أيضاً وهى تحرير العقول من أسر المفاهيم الباطلة الخارجة عن الدين والتى كما يقول عنها المؤلف إنها أحاطت الأمة بظلمات الجهالة وحرمتها من نور المعرفة الإلهية وحجبت عنها طريق الهداية.. كما أن تنقية كتب التراث الإسلامى هى الخطوة الأولى لتحرير العقل وفتح المجال أمام الفكر الإسلامى بما يليق ويتناسب مع رسالة محمد «صلى الله عليه وسلم»، وهذا يخرج الأمة من الفتن التى يحلو لغلاة التطرف أن يثيروها كما تفعل جماعة الإخوان التى تردد أقوال قادتها الأوائل حسن البنا وسيد قطب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف