من اخبار أمس أن مجلس النواب وافق علي القرار بقانون الخاص بالتأمين الصحي.. فهل هذا هو التأمين الصحي الشامل مثل اوروبا الذي كان يحلم به السادات يوم وفاته؟!
.. هل هو مشروع الدكتور محمود محفوظ.. ياريت يعلن وزير الصحة تأهيل هذا القرار بقانون.. هل هو مجرد الموافقة من حيث المبدأ أم تم وضع القانون قبل تفاصيله.. فقد كان مجلس.
الوزراء قد شكل منذ حوالي شهر عن لجان لوضع المشروع النهائي رغم أن الدكتور محفوظ سبق أن وضع المشروع كاملا ووافق عليه السادات صباح 6 أكتوبر وأجل التوقيع إلي ما بعد العرض العسكري.
علي العموم مجرد الموافقة علي المبدأ والمشروع مبدئياً خطوة كنا نتمناها منذ سنوات طويلة.. لقد حاولت نقابة الاطباء حاليا والاطباء والكبار زمان حينما كان معظمهم بشوات أصحاب مستشفيات كبري.
***
تصوروا منذ متي حارب الاطباء حكاية التأمين الصحي.. منذ عام 1943 حينما كان الدكتور الشاب المثقف الذي درس الطب بأمريكا وانجلترا الدكتور عبدالحميد الوكيل الذي واجه حربا شرسة لان الوزارة كانت موافقة ومتحمسة باعتبار انها حكومة وفدية تريد دائما أن تعمل مشروعات ضخمة.. كانت الحرب قاسية خاصة عندما استغلوا قرابة الوزير بالنحاس باشا أو علي الاصح زوجة زينب الوكيل فمات الوزير فوق مكتبه بالوزارة.. فوجئ السكرتير حينما دخل الحجرة بالوزير رأسه فوق المكتب ولا يرد عليه.. فكان أول شهيد للطب المصري تلاه محمود محفوظ.. وربما يستر علي الوزير المالي.
الاطباء "ملائكة الرحمة" الذين يبيعون "الرحمة" بأغلي الاسعار!! لن يتركوا "مغارة علي بابا" ويكتفوا بـ "السلطانية تاج الجزيرة"!!.. خاصة مع وجود نقابة الآن لها ثقلها وكلمتها.
***
هناك خبر آخر هام في نفس اليوم
السفير السعودي الذي يعشق مصر أحمد قطان قرر تخصيص قرض من الصندوق السعودي للتنمية قيمته 450 مليون ريال سعودي وهو نحو 930 مليون جنيه مصري لاصلاح القصر العيني قرض لمدة عشرين عاماً منها خمس سنوات سماحاً.
وكل ما ارجوه أن يكون تطوير القصر العيني بالفكرة والطريقة التي اعلنها الدكتور محفوظ في مشروعه الذي وافق عليه السادات.
المستشفيات عندنا غير مؤهلة للعمل في ظل أي تأمين صحي.. لأنها هرم مقلوب.. المستشفيات مليئة بالمرضي فوق السراير وتحتيهم حلل المحشي والقطط وخالية من الاطباء.
مطلوب مستشفي كله استقبال.. لمدة 24 ساعة.. مليء بالاطباء في كل التخصصات.. والعديد من حجرات العمليات والاشعة والتحليل.. يصل المريض فيتم علاجه في نفس اللحظة ليعود إلي منزله في نفس اليوم وقليلون جدا ينامون لمدة يوم أو يومين بدلا من الهرم المقلوب.
علي العموم
مجرد متابعة اصلاح القصر العيني سيعطينا مؤشرا إذا كان حلم التأمين الصحي الشامل سيظهر أم لا.. هل انتصرت الحكومة يساندها مجلس النواب.. ام أن ملائكة الرحمة يوالون انتصاراتهم ليزيد عدد الشهداء.