المساء
عصام سليمان
بالعقل.. وماذا عن مصانعنا المتعثرة؟
جميل أن يؤكد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء ضرورة إنهاء جميع المعوقات التي تواجه مشروع الألف مصنع بالقاهرة الجديدة المقرر انطلاقه منتصف فبراير المقبل.
وجميل أن يكلف هيئة التنمية الصناعية بالعمل علي إزالة جميع العقبات التي تواجه المستثمرين باعتبارها المنوطة والمسئولة عن كل المناطق الصناعية وحل مشاكل المستثمرين والمصنعين بها والتنسيق مع كل الوزارات والجهات المعنية لانهاء جميع الإجراءات.
وجميل أن يكلف معالي رئيس الوزراء هيئة التنمية بإنشاء مكتب بمنطقة الألف مصنع لتذليل العقبات التي تعترض دخول المصانع حيز التنفيذ وحل مشاكل اصحابها بالتعاون مع جهاز الحماية المدنية ووزارة البيئة لاستخراج كل التصاريح والتراخيص اللازمة للتشغيل الفوري.
وجميل أن يطلب من المستثمرين استيفاء كل الأوراق المطلوبة منهم لانهاء مشاكلهم في خلال مدة زمنية لا تتجاوز أصابع اليدين وإنهاء كل الإجراءات المنوطة بالوزارات والهيئات.
وجميل أن يوجه كل من وزيري الكهرباء والاسكان بارسال فرق فنية متخصصة من وزارتيهما للقضاء علي الشكاوي المقدمة من اصحاب المصانع المتعلقة بانقطاع وتذبذب التيار الكهربائي ونقص المياه.
وجميل أن يوجه أيضا محافظ القاهرة بالاستمرار في تسيير خطوط ثابتة للنقل العام لخدمة هذه المنطقة الصناعية الخاصة بالألف مصنع.
أقول جميل أن تتم كل هذه الإجراءات وأن يكون هناك اسلوب عملي لتأكيد الجدية من جانب الحكومة حتي تري هذه المصانع النور وتبدأ العمل.. ولكن ماذا عن المصانع المتعثرة والتي تعاني من مشاكل عديدة في العمل والانتاج.. وهي أكثر بكثير من هذه المصانع الجديدة؟
سمعنا كثيرا عن لجان تنعقد لحل هذه المشاكل خاصة في مجال الغزل والنسيج والذي يعاني معاناة تفوق الوصف وكذا الحديد والصلب.. ثم تنفض هذه اللجان دون أن تري شيئا ملموسا لوضع هذه المصانع علي طريق الانتاج والعمل مثلما كان في السابق.
إننا بهذا الاتجاه نهدر طاقات نحن في أمس الحاجة إليها حتي تعود قيمة مضافة للناتج الوطني.. كما اننا نزيد من معاناة العاملين في هذه المجالات خاصة وأن العمالة بهذه القطاعات كثيفة.. وهو الأمر الذي يزيد من حدة البطالة المقنعة إذا تركناها علي حالها دون أن نوفر المناخ والظروف المناسبة حتي تظل قيمة مضافة للمجتمع الذي يتوجع بسبب زيادة الأسعار وتزايد الاحتياجات من الواردات مقابل تراجع الانتاج المحلي.
أتمني من حكومة المهندس شريف إسماعيل أن تعمل في الاتجاهين معا وعلي المسارين دون تفضيل لاحدهما علي الآخر.. بمعني ألا تركز علي أن تدخل المصانع الجديدة مجال الانتاج فقط.. ثم نترك الوحدات القديمة متعثرة بسبب المشاكل التي تحاصرها نتيحة الديون والحاجة إلي التطوير والتحديث العاجل.
يجب أن نعمل برؤية عصرية وباسلوب علمي هدفه الاستفادة من كل الطاقات والموارد المتاحة لدينا.. ولا نكتفي بتسليط الضوء علي الجديد ثم نترك القديم يموت أمام اعيننا دون أن نتحرك بفاعلية لانقاذه من المشاكل التي انعقدت كما قلت من أجلها لجان ولجان منذ سنوات وانفضت دون أن نري تحركا علي أرض الواقع من كل الحكومات المتعاقبة وتحديدا منذ عام 2011 حتي الآن.. فهل تفعلها هذه الحكومة بعد أن اكتملت خارطة المستقبل وأصبح لدينا برلمان يراقب؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف