الوفد
علاء عريبى
رؤى -دماء أولادنا فى الشرطة
بمناسبة تكريم بعض أسر شهداء أولادنا فى الشرطة، يجب أن ننتبه جيدا إلى أن المحافظة على دماء أولادنا أهم بكثير من التكريم ورعاية أسرهم، والمفترض ألا تسقط قطرة دماء واحدة من أولادنا سوى فى أسوأ الظروف وأصعبها، ولا أن تهدر هكذا بسبب إهمال أو قلة تدريب أو بسبب خطط رعناء، أرواح أولادنا ودماؤهم من الضباط والأمناء والجنود أغلى وأنفس من أن تسفك لخطأ ما، نقول هذا بمناسبة أولادنا الذين استشهدوا فى العريش وفى شقة الهرم الأسبوع الماضى.
حادث العريش، حسب ما نشر فى وسائل الإعلام: قام 15 إرهابيا بمحاصرة كمين الشرطة وفتحوا النار، وقد أسفر الهجوم عن وفاة أعضاء الكمين من ضباط وجنود وأمناء، وللأسف لم نسمع عن مقتل أحد الإرهابيين، بل إن الأخبار أكدت فرارهم من موقع الحادث، كيف وصل الإرهابيون لموقع الكمين( كان متمركزا بين المساكن)؟، ولماذا لم يرد أفراد الكمين النار عليهم؟، وهل كانوا يقفون فى الكمين بدون سواتر؟، ألم يكن على مقربة من هذا الكمين كمائن أخرى تسرع لنجدتهم أو لإغلاق الطرق؟.
فى حادث شقة الهرم، ذكرت وسائل الإعلام أن أجهزة الأمن تلقت معلومات عن اختباء بعض الإرهابيين فى الشقة، فقامت قوة بمداهمة الشقة فى الساعة السادسة مساء، قيل إن المتهمين وعددهم أربعة أحسوا بالقوة فقاموا بتفجير أنفسهم، وقيل إنهم نصبوا فخا للقوات وانفجر فيهم عند الاقتحام، وقيل إن رصاصة أصابت إحدى العبوات الناسفة بالشقة أثناء تبادل النيران بين القوة والإرهابيين، فانفجرت وفجرت معها باقى القنابل الموجودة بالشقة، أسفر الانفجار عن استشهاد اغلب أعضاء القوة، بالإضافة إلى استشهاد وإصابة بعض السكان والمدنيين. وماذا عن الإرهابيين؟، هل ماتوا داخل الشقة؟، قيل: إنهم فروا من مكان الحادث؟، كيف فروا من داخل الشقة التى انفجرت؟، وقيل: إن الأهالى نجحوا فى القبض على إرهابيين خلال فرارهما من الشقة؟، كيف نجيا من الانفجارات ولم ينج منها أفراد القوة؟.
من يعيد ترتيب أحداث الحادثين(العريش وشقة الهرم) حسب المعلومات التى نشرت، سواء كانت رسمية أو اجتهادات صحفية، يضع يده على قصور شديد فى خبرة واستعداد وخطط الأفراد، ففى حادث العريش يفهم مما وصلنا أن الكمين كان فى العراء، وأن القوة اختارت مكانا مفتوحا غير مؤمن بشكل جيد، كما أنهم كانوا فى حالة استرخاء، فلم يطلقوا رصاصة واحدة، أو أنهم أطلقوا لكنهم فى النهاية لقوا حتفهم، ويتضح كذلك أن الكمين لم يكن على مقربة من كمائن أخرى تسانده فى سد الثغرات، وأغلب الظن أن الكمين كان أقرب للكمائن الليلية التى تقيمها أجهزة الشرطة بعد منتصف الليل فى بعض المواقع لاعتراض السيارات والكشف عن رخص القيادة.
ومن أهم ما يؤخذ على حادث الهرم أن توقيت مداهمة الشقة لم يكن مناسبا بالمرة، حيث كان قبل صلاة العشاء، وهو ما يعنى عدم ضمان وجود الإرهابيين فى الشقة خلال وقت المداهمة، وخطورة هذا التوقيت أن المنطقة التى تقع بها الشقة شعبية، والحركة بها كبيرة وهو ما قد يسفر عن كارثة بين المدنيين، وكان على رجال الشرطة عدم التسرع ومراقبة الشقة بشكل جيد صوتا وصورة، للتعرف على هوية الإرهابيين وتوقيت تواجدهم، كما كان يجب على القوة إما ضبطهم خارج الشقة وهو الأصوب، أو إخلاء الشقق المجاورة بشقة الإرهابيين قبل المداهمة، أغلب الظن أن القوة استسهلت العملية، وداهمت الشقة بدون توفر معلومات بتواجد الإرهابيين، وظنا بأن الشقة ليست سوى مخبأ للاختفاء والاختباء.
نرجع ونقول: دماء أولادنا فى الشرطة والجيش أنفس وأغلى بكثير من القبض على ارهابى وتصفيته، ويجب أولا أن نؤهل أولادنا وندربهم بشكل جيد قبل أن يخرجوا فى مأموريات قد تسقط فيها دماؤهم الغالية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف