طارق الأدور
هربوا من جحيم الكرة المصرية
لم يكن مقبولاً شكلاً وموضوعاً رحيل المديرين الفنيين البرتغالي للزمالك والأهلي جوزفالدو فييرا وجوزيه بيسيرو بهذه الطريقة السافرة خلال الموسم.. ولكن علينا أن نذكر الواقع الأليم دون أي تزييف وهو أن الأجانب رحلوا الآن من جحيم الكرة المصرية.
نعم أصبحت الكرة المصرية جحيماً علي أي مدير فني أجنبي يريد أن يمارس عمله باستقلالية ودون تدخل علي أن يكون الحساب كما هو متبع في العالم أجمع في نهاية الموسم. وهو الأمر غير الموجود في الكرة المصرية التي حطمت بجدارة كل المقاييس والمعايير برحيل 17 مديراً فنياً خلال 15 أسبوعاً للمسابقة.
وقد ذكرت في هذا المكان من قبل الأسباب التي دعت مديراً فنياً مثل فيريرا حقق نجاحاً منقطع النظير مع الزمالك وأعاده للقب الدوري بعد غياب وجمع بينه وبين الكأس في نهاية الموسم وعلي رأسها لتدخل السافر من الإدارة بقيادة الرئيس في عمله والذي وصل الي حد مناقشة المدير الفني علي السبورة في التشكيل والتغييرات وتوظيف اللاعبين بشكل سافر.. فكان لابد له إذا كان لديه الحد الأدني من الكرامة أن يرحل.
ولزاماً علينا أن نذكر بمنطق الحيادية والعدالة أن بيسيرو رحل أيضا من جحيم الكرة المصرية بسبب تدخل الإدارة من ناحية وشعوره بأنه غير مرغوب فيه من جانب الجماهير والمحيطين بالفريق من ناحية أخري.
منذ اليوم الأول لوصول بيسيرو والانتقادات الشديدة تطول المدير الفني من جانب الجماهير بشكل خاص والتي عبرت عن رأيها بشراسة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وكلها وصلت للبرتغالي قبل أن يتسلم مهام عمله.. كان الحكم مبكراً جداً علي فشله رغم أن المدير الفني التاريخي مانويل جوزيه لم يكن يملك أي تاريخ قبل توليه مهمة تدريب الأهلي في مطلع الألفية الحالية ولا حتي بعد رحيله عن الأهلي.
حالة الهجوم الشديد علي بيسيرو عقب كل مباراة من الأسبوع الأول للدوري جعلته يشعر بعدم الأمان لأن الهجوم جاء حتي بعد فوز الأهلي بمبارياته الثلاث الأولي.
المدير الفني وجد الإدارة تتفق علي التعاقد مع لاعبين لا يرغبهم ولا يري أن الفريق يحتاجهم وفي المقابل تريد استمرار مجموعة أخري لا يحتاجها في الفريق ومن هنا "نفد بيسيرو بجلده" لأنه يعلم أنه سيرحل لا محالة خلال الموسم.. وعندما جاءت الفرصة له ليرحل الي نادي بورتو وهو من أندية القمة في البرتغال لم يتردد.
نعم لم نتفق مع ما فعله كلا المدربين بالرحيل المفاجئ خلال الموسم ولكنه هروب مع سبق الإصرار والترصد من جحيم الكرة المصرية.