الغالبية العظمي من عشاق السينما لا يعرفون الممثل الذي يقوم بالحركات الخطيرة بدلا من السوبر ستار بطل الفيلم.. والذين يشاهدون حاليا فيلم "العائد" الذي يقوم ببطولته الممثل الأمريكي المبهر ليوناردو دي كابريو سوف يُذهلون عندما يعرفون أن "الدب" الذي هاجمه في بداية الفيلم ليس "دبا" حقيقيا وإنما رجل في جلد ورأس دب وأنه واحد من هؤلاء المحترفين المؤهلين جيدا لأداء الأعمال الخطيرة.. إنه الممثل الكندي جلن أنيس glen Ennis مقيم وشريك في شركة إنتاج مقرها فانكوفر. ويقوم بهذه الأدوار الخطيرة منذ 15 سنة يقول: "إنه تدرب علي أداء حركات الدب أثناء هجومه واضعا رأس الدب و"بدلته" التي تم تصميمها بدقة حتي تبدو بفعل الإضاءة ومهارات مدير التصوير صورة طبق الأصل من الحيوان المتوحش الذي غرس مخالبه وأنيابه في لحم "ليو" أثناء الهجوم الذي دام عدة دقائق وسط البراري المغطاة بالثلوج فالمشهد من الصعب نسيانه.
ويقول إنه ظل يشاهد هذا الجزء من الفيلم ساعات حتي شعر بالارتياح ثم أضاف بعد ذلك لمسته الخاصة علي المشهد.
إنها صناعة "الإيهام" التي وصلت إلي درجة مذهلة من التقدم باستخدام المؤثرات البصرية والصوتية وهذان العنصران الأخيران المؤثران تم ترشيحهما لجوائز الأوسكار.
وقبل أن يشرع هذا الممثل "جلن" في أداء مشهد الهجوم شاهد "كليب" لدب يغرس مخالبه في رأس رجل. وهي الحركة التي يفترض أن يقوم بها وهو يهاجم "ليوناردو" ويرديه أرضا وتظهر آثار الجروح وتلك يتولي جهاز الكمبيوتر إضافتها.
و"جلن أنيس" رجل ضخم التكوين. وزنه 220 رطلا وعمله الرئيسي "دوبلير" متخصص في الحركات الخطيرة ويعمل حاليا بديلا في أحد أفلام الرعب.
ويقول شارحا مشهد الهجوم في "العائد": إن الصورة الثابتة في المشهد تعتبر جزءا مهما لأنها تصور الدب في لحظة سكون وصمت بعد لحظات مرعبة ومؤذية أثناء هجومه.
ومنذ سنة أثناء الاستعداد لعمل بروفات. سافر لمدة أسبوعين للقيام بتدريبات علي مشاهد الهجوم التي يقوم بها الدب. وبعدها انتقل الفريق للتصوير في الغابات.. وهناك استمرت البروفات لمدة أسبوع واستغرق تصوير المشهد يومين.. كان المخرج يطلب عمل تدريبات علي المشهد لأيام طويلة. وكان يقوم بالتصوير في الضوء الطبيعي للغاية ومعني ذلك أن "الوقت السحري" لن يستمر أكثر من 90 دقيقة.
ولتصوير المشهد ظل الممثل ليوناردو مشدودا إلي سلك يجذبه لأعلي أو من جانب إلي الجانب بينما يؤدي "أنيس" حركات تجعله يعلو ويهبط.
يقول صورنا آلاف المرات حتي نصل إلي "أجزاء" يمكن ضمها معا بحيث تشكل مشهدا واحدا متصلا ومتسقا للهجوم الذي يستغرق دقيقتين فقط.. "فعندما تمسك برجل وأنت تقف علي أقدامك وذراعيك وتلقي به أرضا. لابد أن تشعر بالألم وصعوبة العملية".
وهذا "الرجل - الدب" عضو في الفريق القومي لكرة الرجبي في كندا.. الأمر الذي يعني منتهي الكفاءة واللياقة الجسمانية والجسارة في مواجهة متطلبات الدور أمام ممثل بحجم "ليوناردو دي كابريو".
يقول إنيس: إن ليوناردو حضر معظم الوقت أثناء عمل البروفات. وكان أحيانا يتسلل إلي حجرته دون أن يشعر به أحد. هذا إذا كانت الحجرة خالية من النساء عشاق بطل "تيتانيك".
ويقول: ما يبهرني بالفعل موهبة هذا النجم وقوته الجبارة. فهو لم ينطق بكلمة أثناء الهجوم ومع ذلك فإن من يشاهده يعتقد أنه أصيب بالفعل وأن جراحه قاتلة ويواصل: اعتقدت أن ما صورته مجرد جزء صغير في الفيلم لا يشكل أهمية كبري.. وبعد العرض وجدت أنه أكثر الأجزاء التي شدت انتباه الناس وأثرت فيهم.