هل لدينا رفاهية لتبديد مليار جنيه في وقت الركود الاقتصادي. الذي يعيشه العالم.. ونتأثر به.. وما هو فينا.. مكفينا؟!!
المليار الذي أعنيه هو ما تم تداوله عبر إعلان في الصحف. ثم تم الرد عليه بإعلان آخر. ثم الرد علي الرد.. دون أن نسمع أن مسئولاً واحداً طلب أحد طرفي الإعلان. ليسمع منه حكاية المليار جنيه.. فإن كان المليار حقيقة استفدنا منه. وإن كان غير ذلك أحلنا الموضوع برمته للنائب العام!!
باختصار يوم 2 يناير الحالي. وعلي مساحة إعلانية معتبرة. وفي صحيفة قومية. ناشد أصحاب مطاحن القطاع الخاص 72% الدولة بأنهم يريدون رفع الأعباء عن كاهلها بتوفير مليار جنيه سنوياً.. ذلك أنهم علي استعداد لتوريد الدقيق البدلي 82% بجودة أعلي وسعر أقل بمقدار 200 جنيه. مما سيوفر للدولة مليار جنيه سنوياً.
علي حد علمي لم يتصل مسئول بأصحاب المبادرة ابتداء من رئيس الحكومة. ومروراً بوزير التموين. بدليل أنه بعد 10 أيام فوجئنا بإعلان مضاد علي صفحة كاملة من صحيفة قومية أخري ترد فيه شعبة مطاحن القطاع العام 82% علي الإعلان الأول ومختصر الرد: "إن المبادرة التي أعلنت عنها مطاحن القطاع الخاص 72% إنما هي لاستدراج الدولة لرفع السعر فيما بعد. والعودة إلي الوراء لتهريب الدقيق المدعم 82%. وعودة السوق السوداء للدقيق وللإفلات من قبضة منظومة الخبز الجديدة. كما عدَّد الإعلان عدة أسباب تكمن وراء مبادرة أصحاب مطاحن القطاع الخاص 72% وهي اتهامات لو صحت لتطلب ذلك استجواب أصحاب المبادرة بتهمة زعزعة الأمن الاقتصادي للدولة بدلاً من ادعائهم توفير مليار جنيه للدولة!!
لقد ضاعت الحقيقة في الاتهامات والاتهامات المتبادلة. وكل شعبة تتهم الشعبة الأخري. بأن مقترحاتها سوف تساهم في تشريد 40 ألف عامل بالقطاع الخاص. و55 ألف عامل بالقطاع العام.
وفي الحقيقة كما يبدو. لو استمعت الدولة لأصحاب مبادرة توفير الميار جنيه فلن يضيرها شيء وتوفير المليار لن يساهم في تشريد عامل واحد.. بل هؤلاء سيعملون وأولئك سيعملون أيضاً.. وفي رأيي أن لجنة علمية من أساتذة الجامعات والخبراء تستطيع أن تضع النقاط فوق الحروف.
* * *
* غداً.. يوم عادي جداً.. قد يكون يوماً شديد البرودة.. ليس إلا. ذلك أن جماعة الإخوان انتهت كجماعة من بدري!!.. أما العمليات التخريبية فإن الدولة تواجهها وسوف تقضي عليها إن لم يكن اليوم.. فغداً!!