المساء
لمياء عبد الحميد
إشارات -الوقف .. والكيل بمكيالين
بناء مجتمع علي أساس سليم. يغرس في أبنائه العلم الحديث والدين الصحيح. مجتمع يبني شبابه وأطفاله. ويسلحهم بالعلم والمعرفة. راعي أفكارهم وابتكاراتهم. ونماها. احتضن مشاريعهم وساعدهم علي تحقيق أحلامهم. وفر معامل ومنافذ لإجراء أبحاثهم لخدمة مجتمعهم وحل مشاكله أو اختراع الدواء السريع المخفض للتخفيف من آلامهم.. كلها أشياء لن تتحقق إلا في ظل إيجاد موارد مالية وتوفيرها بصفة دائمة.
بدونها أيضاً.. لن نستطيع الحفاظ علي شباب نابغة مثل ياسمين مصطفي. وكل من علي شاكلتها.. وهي الطالبة التي أعلنت وكالة ناسا بالأمس إطلاق اسمها علي كوكب جديد تم اكتشافه تقديراً لموهبتها. واختراعها لأكثر من منتج للحفاظ علي البيئة وتنقية المياه.
من هنا أتحدث. وأعزز اليوم فكرة ضرورة عمل وقف ينتفع ببقائه في مصرف آمن للإنفاق علي جامعة مثل جامعة النيل. أو مستشفي مثل 57. وكل كيان مهتم بالجيد الجديد وحمايته ورعايته. والإنفاق علي الأبحاث والعلوم والعلاج. سواء الصحة أو لمشاكل المجتمع. والأهم تقديم الخدمة للغير دون مقابل. أو بسعر رمزي. بفضل وجود هذا الوقف. وهذا الوقف ليس بدعة. وإنما هو سُـنَّة ابتكرها المسلمون تقرباً إلي الله. وبناء مجتمعاتهم. ونقلها عنهم الغرب. لكن طوروا مسماها إلي منظمات المجتمع المدني.
* * *
أتابع طوال الأسبوع الماضي مطالبات موظفي شركة تي إي داتا. إلي أن أصدر العضو المنتدب للشركة بيانه لهم يطالبهم بالهدوء وعدم التعاون مع الصحافة في نشر شكاواهم ومطالباتهم لأنه يفتح بابه لهم.. واندهشت لهذا النهج الذي يكيل بمكيالين.
فبالأمس كان العضو المنتدب "نفسه" لا يستعين إلا بالصحافة لإنقاذه وتوصيل صوته للمسئولين ويرسل بياناته إليها لنشرها. واليوم يطالب زملاءه ومرءوسيه بعدم اتباع نفس أسلوبه السابق لأنه لا يجده في المصلحة العامة. ويضر بالشركة وسمعتها!!.. فإذا كان ذلك راجعاً لاكتشافه خطأ هذا الأسلوب وعدم جدواه. فالأمانة تتطلب منه الاعتراف بذلك. أما أن يلقي التهمة علي الصحافة لنقلها ما يحدث مجرداً بغض النظر عن المستفيد وغير المستفيد. فذلك عدم فهم لرسالة الصحف المحترمة أصلاً التي لا تكيل بالمكيالين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف