الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش -افتقدناك سيدى..
نعم فقدت الأمة برحيل خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيزــ الذى حلت يوم السبت الماضى الذكرى الأولى لوفاته ــ القامة السامقة والتاريخ العبق بالانجازات ويتصدرها نهجه الاصلاحى الحذر لاسيما وهو الذى تربع على عرش أقوى دولة نفطية فى العالم. ونجح فى أن يبقيها بعيدة عن جرثومة ماسمى بالربيع العربى وعواصفه التى هبت لتطال دولا عربية. وكأنه تنبأ مسبقا بالتداعيات الكارثية التى خلفها هذا الجحيم على دول المنطقة.
تبنى جلالته القضايا العربية بسياسة حكيمة هادئة غير اندفاعية. كان يزن الأمور بحرفية العروبى الوطنى وينأى بنفسه بعيدا عن أخطبوط الصراعات التى سادت المنطقة واشتعل أوارها لتسقط أنظمة عربية وتشعل فتيل الأزمات والتى مهدت الأرضية لظهور الارهاب ممثلا فى داعش والقاعدة والنصرة وجيش الاسلام وغيرها من منظمات العار والكفر، وهى التى أشعلت أتون الفتنة الطائفية وجهزت الميدان للقتل على الهوية حرقا وذبحا وبترا.
لقد حمى الملك عبدالله السعودية من أن تنساق إلى معمعة النزاعات والتوترات مع دول المنطقة، وبالتالى ظل جلالته بعيدا عن خوض غمار مغامرات سياسية قد تحرف الدولة عن توجهاتها الرزينة وتجرفها نحو السقوط فى مستنقع التوتر مع دول الجوار. التقيته فى عام 2002 عندما كان الراعى الرئيسى لمهرجان «الجنادرية» وعندما سألته عن امكانية أن يقود مبادرة تحفز الدول العربية على التوحد، أجابنى بأن الأساس ليس فى طرح المبادرة وإنما فى دول المنطقة وفيما إذا كانت على استعداد للتقارب والوحدة. وكأن هذه القامة كانت تدرك صعوبة هذه المهمة لاسيما وقد جبل العرب على ألا يتفقوا.
لقد تعامل الملك عبدالله مع التطورات بآلية رطبة ندية آثر خلالها التعايش مع القضايا العربية جميعها، فرأيناه فى القمة العربية فى بيروت 2002 يطرح مبادرة السلام العربية والتى تقضى بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة. وفى جعبة المصالحات رأينا جهوده الوضاءة فى أكثر من بقعة، وفى عهده زار الرئيس الإيرانى السابق « أحمدى نجاد» السعودية فى مسعى لتسوية العلاقات بين البلدين. كما أن مصر لا تنسى له دعمه للرئيس» عبدالفتاح السيسى» بقوة واعلان المملكة جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية.انجازات كثر حققها هذا النبع الصافى من خلال سياسته فى الداخل والخارج. ولهذا أقول فى ذكرى رحيله : ( سيدى العروبى الصادق لقد فقدنا برحيلك ومضة النور التى كانت تبدد ظلمة سياسات مبتسرة تبنتها دول فى المنطقة وفقدنا معها سياستكم الحكيمة الهادئة فى الداخل والخارج).حقا لقد افتقدناك سيدى.. القامة السامقة والروح النقية الشفافة....
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف