الوفد
حازم هاشم
مكلمخانة -مصارحات الصادق المهدى
تابعت حواراً قصيراً بين تامر أمين مذيع قناة الحياة والإمام السياسى الشهير الصادق المهدى، أحد اللاعبين الأساسيين على مسرح السياسة السودانية، وصاحب الدور المهم على هذا المسرح سواء كان فى مقعد صاحب السلطة أو خارجها فى خصام مع السلطة القائمة، وهو كما نعرف زعيم حزب الأمة السودانى أحد أعرق الأحزاب السودانية، وكان لابد أن يكون الحوار فى قناة «الحياة» يدور حول الشأن السياسى المشترك بين السودان ومصر، وكذلك فيما يخص الاهتمام المصرى السودانى بتطورات ومفاوضات سد «النهضة» الإثيوبى، خاصة وأن هناك ما أثير فى الإعلام المصرى حول ميل السودان الى تأييد إثيوبيا فى بنائها لسد النهضة ومحاولة تحقيق مكاسب سودانية فى مجال الطاقة الفائضة عن حاجة إثيوبيا، عندما تنتج من سد النهضة ومياهه عندما يكتمل!، كذلك شرح الصادق المهدى كيف أن استقلال جنوب السودان وانفصاله عن الشمال لم يحقق مصالح تذكر لجنوب السودان!، على العكس من ذلك فإن الصادق المهدى قد أشار الى أن البحث يجرى حالياً بين حكومتى السودان وجنوبه عن صيغ جديدة لتعاون وتفاهم يصل الى شراكة مثمرة بين الطرفين!، لكن أخطر ما أثاره الصادق المهدى فى إجابته عن أسئلة تامر أمين بشأن سد النهضة وتداعيات أزمته ما ذكره المهدى من أنه قد وضع كتاباً عن النيل من قبل أن تثور أزمة سد النهضة، وكان أن السودان ومصر من قبل قد قاما منفردين بتوقيع اتفاق ثنائى مشترك بشأن مياه النيل، فيما كان الصادق المهدى يرى أن هذا الاتفاق الثنائى قد أضر ضرراً بالغاً بمستقبل العلاقات المصرية ودول منابع نهر النيل الذى لا تنفرد إثيوبيا بالسيادة عليه!، فقد رأت دول المنبع أن مصر والسودان قد اختارتا التصرف الثنائى بعيداً عن التشاور مع دول المنبع، فقد أصبح من حق الدول التى لم يجر التشاور معها بأن تتصرف كل منها على حدة وبمفردها طبقاً لما يحقق لها مصالحها!، ولم يكن من حق مصر أو السودان الاعتراض على ذلك، بل رأينا هذه الدول توقع على اتفاقات مع إثيوبيا دون التشاور مع مصر والسودان دولتى المصب!، ويتذكر الصادق المهدى أنه كان قد ذهب الى الرئيس الأسبق حسنى مبارك وحدثه بشأن اتفاق استراتيجى لابد من وجوده يشمل جميع دول النيل من المنبع الى المصب، وانضمام مصر إليه يفيد مصر مستقبلاً، حيث لن تفيد حصة ثابتة لمصر من مياه النيل وقد تصاعدت معدلات السكان فى مصر عما كان عدد سكانها تناسبه حصة 55 مليار متر مكعب، فى حين أن مصر سوف تكون فى حاجة الى حصة أكبر تناسب الزيادة السكانية، ولكن الصادق ينقل ما سمعه من مبارك فى هذا اللقاء، قال له مبارك.. الذى يمد يده على النيل سأقطعها له!
ويرى الصادق المهدى أنه قد تحقق من المفاوضات الجارية بين مصر والسودان وإثيوبيا فائدة مهمة، وهى الاعتراف بأن السيادة على نهر النيل سيادة مشتركة، بما يعنى عدم إسقاط أى حق من حقوق الدول الثلاث، كذلك قدم الصادق المهدى تحليلاً صريحاً لموقف السلطات الحاكمة السودانية حالياً من جماعة الإخوان المسلمين!، ويسجل أن النظام الحالى قد أخفى تبنيه للإخوان فى بداياته، وهو حالياً يفضل تجنب التورط فيما يستفز مصر!، وكذلك تحرص مصر على علاقتها الطبيعية مع السودان، والذى يملك 25 مليون فدان من أراضيه جاهزة للزراعة، مما يفيد مصر والسودان معاً، كذلك صارح الصادق محاوره تامر أمين بأنه قد يشهد السودان له عودة قريبة إليه بمشاورات مع سائر القوى الحزبية، ولعل الصادق قد ألقى ضوءاً كاشفاً على كثير من النقاط المهمة خلال هذا الحوار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف