لا أعتقد أن الشعب المصرى سعيد بشكل مجلس النواب الجديد خاصة وهو يرى بعض النواب يتبارون فى الاستعراض وافتعال الأزمات حتى يعرف أبناء دوائرهم انهم ليسوا كمالة عدد وقد وصل الأمر بعدد منهم للتطاول على رئيس المجلس وانتقاده علنا وهو أمر لم يحدث فى تاريخ البرلمانات فى مصر حيث كانت هيبة رئيس المجلس تعكس هيبة المجلس كما شهدنا هرجلة مبتذلة فى طلب الكلمة وهو مايعنى أن البعض ينظر للمجلس باعتباره ميدانا للتظاهر وليس منبرا للتشريع .

وقد زاد الطين بلة ماحدث قبل مناقشة قانون الخدمة المدنية حيث قام بعض النواب بتوزيع منشورات ضد المشروع وكأننا فى الشارع وليس تحت قبة أقدم برلمان فى المنطقة متناسين ان انتخابهم تم بحرية كاملة ودون تزوير وبالتالى فإن من حقهم أن يقولوا ماشاءوا بوصفهم ممثلين للشعب المصرى بعد أعظم ثورتين فى تاريخه وبالتالى فإن أحدا لم يكن ليحجر على آرائهم أو مواقفهم وهو ما تأكد عندما تم رفض المشروع بأغلبية كبيرة أثبتت أن عهد الحزب الواحد والرأى الواحد قد انتهى وبلا رجعة .

والملاحظ بعد مرور أقل من عشرين يوما على بدء أعمال المجلس أن عددا لابأس به من النواب دخل المجلس للاستعراض ومغازلة الشارع بمواقف مفتعلة ليظل دائما مثار حديث الناس وليس قيام أحد النواب بتكميم فمه إلا نموذجا لهذا الاستعراض المرفوض حيث إنه لم يكن هناك اى مبرر حقيقى لهذا الموقف المفتعل لأن النائب المذكور إعلامى شهير يمتلك منابر كثيرة وليس منبر البرلمان فقط للتعبير عن رأيه ولذا أتمنى أن يدرك هو وغيره أن مصر تنتظر منهم الكثير بينما القيام بمثل هذه التصرفات يضعف مصداقيته ومصداقية المجلس بكامله .