الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
في ظلال القرآن العظيم -خلية المجتمع وتربية النشء "2"
إذا كانت الحقيقة التربوية تؤكد ما ينبغي أن يتوافر للخلية الأولي للمجتمع المصري. فإننا نؤكد هذا مرة ثانية وبخاصة في قوله تعالي: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوي" "طه 132".
وهذا يعني أن يأخذ رب الأسرة أهله بالحزم ليتعلموا منه قواعد الدين ويؤدوا الصلاة.
وهذا يعني ضرورة أن يأخذ رب الأسرة أهله بأداء الفروض. وأن يجد في سبيل ذلك مشقة مع الأولاد والزوجة. ولكنه مطالب بأن يصبر ويتحمل ويحقق رسالته التي طالبه بها الحق - سبحانه - مع أسرته.. ومن هنا ورد الفعل في الآية القرآنية "اصطبر" وليس "اصبر" ليؤكد المعاناة التي قد يجدها رب الأسرة من أولاده. تلك المعاناة لا ييسر أمرها إلا الاصطبار أي الصبر الواسع العريض.
أما قوله تعالي: "لا نسألك رزقا نحن نرزقك" ففيه إعطاء المطالب الدينية حقها وتقديمها علي مطالب العيش لأنها السبيل إلي تيسير الرزق والوصول إلي فضل الله.
وفي هذا الإطار فإن الفرد المسلم مطالب بتنشئة أسرته وخاصة أولاده بصحيح الدين. الذي نصه اعتدالا لا يميل إلي التطرف أو الشطط الذي لمسناه في الفترة الأخيرة من بعض الجماعات المتأسلمة التي تنسب نفسها إلي الدين الإسلامي وهي أبعد ما تكون عن قيمه ومبادئه السمحة.
وهكذا لن تجد أرزق ولا أندي ولا ألطف من تلك النسائم المعطرة لأريح الحب والتي تنبعث من جو هذه الآية الكريمة "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" "الروم 21".. فهي صلة النفس بالنفس وهي صلة السكن والقرار وهي صلة المودة والرحمة حتي صلة الستر والتجمل.
وفي هذا الإطار أيضا نذكر أخطر مشكلة تواجه الأسرة في هذه الأيام وهي مشكلة الطلاق السريع بين الأسر الناشئة وما تتركه من آثار سلبية علي المجتمع ولاسيما إذا كان هناك أطفالا يتأرجحون في خضم تلك الخلافات الأسرية بدلا من أن يلقوا الرعاية والاهتمام الواجب في الدفء الأسري بين الأبوين لينشأوا في بيئة صالحة تضمن لهم الاستقرار الذي يعود علي المجتمع ككل بعد ذلك بالنفع والخير الكثير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف