محمد فودة
أيام في العين السخنة هربا من زحام وفوضي القاهرة!!
بدعوة من أسرة قريبة وصديقة لقضاء خمسة أيام في العين السخنة طلبا للراحة والاستجمام من زحام القاهرة وفوضي المرور بها وكل ما يذهب بالبقية الباقية من أعصابك.. توجهت إليها يوم السبت الماضي حيث نزلنا في أحد الفنادق الشهيرة عالميا.
الطريق إلي العين السخنة هو أحد الطرق الممهدة والمرصوفة علي أحدث ما نراه في أية دولة أوروبية.. طريق ناعم وكما يقولون "كالحرير الأملس" ويكاد يخلو من السيارات تماما الا ما ندر منها والمرور فيه متعة ما بعدها متعة.. وقد سألت عن سر هذا الطريق فقيل لي انه من انجازات قواتنا المسلحة التي إذا كلفت بشيء لابد ان تطمئن إلي أنه سيكون علي أعلي مستوي.
بعد ساعة ونصف الساعة تقريبا وصلنا إلي الفندق العالمي الشهير. حيث الأناقة والذوق الرفيع في أجل معانيهما بالنسبة لهذا الفندق المشهور علي مستوي العالم كله.. كل ما تقع عينك علي شيء فيه في الداخل والخارج مرسوم بيد فنان مبدع.. أناقة ما بعدها أناقة ولمسات جمالية في كل شيء.. وديكورات فخمة والطريق منه إلي البحر يؤكد لك أنك في عالم آخر.
البحر مياهه صافية رقراقة بلون زرقة السماء.. ورغم ذلك فالرواد قليلون. ولا تعطيك تصريحات السيد هشام زعزوع وزير السياحة عن عودتها إلي مصر وتدفقها بشكل كبير أملا قريبا في هذا التفاؤل رغم ان مناطق السياحة علي طول ساحل البحر الأحمر آمنة في كل شيء.
عندما لاحظت ندرة رواد هذا الفندق الفخم سألت المديرة التنفيذية لشئون النزلاء الأستاذة نورما فؤاد عزت عن تلك الظاهرة.. فأجابت انه في الفترة التي واكبت اجازة نصف العام كانت نسبة الاشغالات بالفندق تصل إلي 90 في المائة.. لكنها بعد انتهاء تلك الفترة فالنسبة حاليا لا تتعدي أكثر من 30 في المائة من عدد وحدات الفندق التي تصل إلي 162 وحدة بخلاف الـ "سويتات والغرف".
سألتها: لماذا لا تشجعون في هذه الفترات التي يقل فيها الرواد بعمل تخفيضات تشجع علي السياحة الداخلية؟! أجابت ان ما نعرضه اليوم هو عبارة عن أسعار مخفضة بالنسبة للنزلاء المباشرين الذين لا يتبعون أية جهة من الجهات المتعودة علي الحجز لأعضائها.
سألتها: بكم تكون الليلة في الفندق لشخصين؟! اجابت بأنها في حدود ألف جنيه.. قلت: هل هذا هو السعر المخفض؟ قالت: نعم.. قلت وما هو السعر العادي بدون تخفيض؟! قالت انه في حدود 1200 جنيه في الليلة للحجرة الواحدة.
قلت ان معني هذا ان نزلاء هذا الفندق وأمثاله لا يرتاده إلا أصحاب الدخول المرتفعة. ولا يستطيع من هم أمثالي القدرة علي تكاليفه.
سألت نورما فؤاد: ما هي نسبة الأجانب الذين يقصدونه؟!
أجابت: إنها لا تتعدي 10 في المائة من بعد ثورة 25 يناير. والباقي سياحة محلية.. أما ما قبل الثورة فكانت نسبة الأجانب 50 في المائة مماثلة لنسبة السياح المحليين.
بقي أن أقول: إن هذا الفندق يقدم وجبتين لنزلائه في اليوم.. الإفطار والعشاء.. وهي وجبات فاخرة ومنوعة ومتعددة وفيها من الأصناف ما تشتيهه الأنفس وتلذ الأعين وجميع العاملين فيه مختارون بعناية فائقة.
السؤال الأخير: كنت أسمع قديما عن وجود مكاتب سياحية لنا في الخارج.. هل هذا النظام مازال موجودا أم ألغي؟ وإذا كان موجودا فلماذا لا نسمع عن جهودهم لتنشيط السياحة لبلد مثل مصر فيها ثلث آثار العالم وشواطئ ممتدة علي بحرين؟!