الأخبار
عبد القادر شهيب
شيء من الأمل-محاولات الوقيعة بين الشباب والسيسي
أظن وليس كل الظن إثما أن هناك محاولة مستمرة لا تتوقف للوقيعة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والشباب.. وقد بدأت هذه المحاولة مبكرا بعد الثالث من يوليو 2013، حينما ارتفعت أصوات من خارج نطاق النخبة تطالب الرجل وهو وزير للدفاع للتقدم لخوض السباق الرئاسي والترشح للانتخابات الرئاسية.. ثم مضت هذه المحاولة قدما وزادت وتيرتها حينما زادت أعداد المطالبين للسيسي بالترشح في انتخابات الرئاسة.. ورغم الفوز الساحق بأغلبية أصوات الناخبين الذي حققه الرجل في هذه الانتخابات لم تتوقف هذه المحاولة لأحداث وقيعة بينه وبين الشباب وان كانت قد اتسمت ببعض الدهاء حينما ركز الذين يقومون بها جهودهم علي الادعاء بأن الشباب قاطعوا الانتخابات الرئاسية ولم يشاركوا فيها بما يوحي أن لهم موقفا مسبقا من المرشح الذي كانت تشير إليه كل التوقعات بأنه الأوفر حظا في هذه الانتخابات.
غير ان هذه المحاولة التي بدأت مبكرا لأحداث وقيعة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والشباب صارت ممنهجة بعد ان تولي مهام رئيس الجمهورية ويتصدي لمواجهة المشاكل التي نعاني منها ويتصدي للأزمات التي تمسك بخناقنا، وذلك رغم ان الرجل لم يكتف بما يردده بشكل متكرر عن دور الشباب وأهمية تمكين الشباب، بل اتخذ قرارات عديدة لتحويل الأقوال إلي أفعال، مثل الإعلان عن مبادرات خاصة لتدريب الشباب، ومثل تعيين وزراء ومحافظين شباب، وأيضا مثل تنفيذ وعده بالإفراج عن قائمة من الشباب الذي ألقي القبض عليهم.
ولعل هذا يجعلنا نستنتج ان من يقومون بتلك المحاولة لاحداث وقيعة بين السيسي والشباب، باصرارهم علي المضي قدما في هذه المحاولة علي النحو الذي نراه حاليا، يعتقدون ان وسيلتهم لتحقيق مآربهم الخاصة تتركز في احداث تلك الوقيعة بين الرئيس والشباب، وذلك لاحداث تآكل في الشعبية الضخمة التي حازها الرجل بعد موقفه وهو وزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة في 30 يونيو 2013، الذي انحازت فيه قواتنا المسلحة إلي جموع الشعب التي انتفضت هادرة ضد حكم الإخوان الفاشي والمستبد.
فالشباب يمثلون قوام المجتمع المصري وتتجاوز نسبتهم 60 في المائة وبالتالي فإن احداث وقيعة بينهم وبين الرئيس السيسي هو في حقيقته احداث للوقيعة بينه وعموم الشعب المصري.. كما أن الشباب كانوا عنوانا لما شهدته مصر في 25 يناير، وكل أصحاب المآرب الخاصة يريدون ان يستأثروا وحدهم بالتعبير عن هذا العنوان.. فمن تراوده أحلام الوصول إلي مقعد الرئاسة في البلاد يريد ان يكون هو ممثل هذا الشباب حتي وان كان عمريا قد غادر مرحلة الشباب.. ومن يبغي الانتقام منا لطرده من السلطة والاطاحة به من الحكم بل ويريد استعادة هذا الحكم ليفرض علينا استبداده وفاشيته يسعي لان يكون هو ممثل الشباب الوحيد.. وذات الشيء ينطبق علي الذين يريدون اختراق مجتمعنا وفرض الهيمنة الأجنبية علينا.. فهم يعتقدون ان ورقتهم الرابحة في سبيل تحقيق ذلك هم الشباب من خلال التغرير به تحت دعاوي تحقيق الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان.
وهكذا.. الذين يبغون إبعاد السيسي عن منصبه لتحقيق مآربهم الخاصة يجدون في احداث وقيعة بينه وبين الشباب في البلاد سلاحا مفيدا لهم لتحقيق هدفهم ورغبتهم.. وبالطبع فان ذكري 25 يناير هي مناسبة لا يمكن ان يفوتها هؤلاء في استخدام هذا السلاح.. وسوف يتكرر ذلك في كل المناسبات الوطنية المختلفة والمتتالية بل سوف يستمر حتي في غير هذه المناسبات الوطنية ما دامت مآرب هؤلاء موجودة ومستمرة ولم تتغير.. والملاحظ ان كل ما اثير بشكل ممنهج حول "الاختفاء القسري"، و"سوء معاملة المسجونين"، و"ملاحقة الصحفيين"، وغيرها، كان الجوهر الأساسي له هو الشباب ومستقبل الشباب.
لكن الجديد الآن في هذه المحاولة الممنهجة لاحداث وقيعة بين الرئيس السيسي والشباب هو الادعاء بأن الرجل خائف من الشباب، ولذلك يطارده ويلقي به في السجون.. بل ان هناك من يدعي أيضا أن الرئيس السيسي يحاول اجتذاب النساء بالحديث الطيب الدائم عنهن ليعوض نقص تأييد الشباب له، رغم أن أكثر من 60٪ من النساء شابات أيضا، فالشباب ليس مقصورا علي الذكور أو الرجال فقط.
ومن يقولون ويرددون ذلك يتعمدون بالطبع تجاهل واغفال الأخطار التي تهدد البلاد وأمنها القومي وكيان دولتنا الوطنية، وهي التهديدات التي يجاهر بها بعض من ينتمون لجماعات إرهابية علنا ومعهم شخصيات تنتمي للتيار المدني أيضا، اذن ليس ثمة مبالغة لاستعداد قوات الشرطة ومعها قوات الجيش لمواجهة أي عنف أو خروج علي القانون في ذكري 25 يناير.. ولا مبالغة أيضا في أية إجراءات أمنية استباقية لاحباط أية عمليات إرهابية أو ممارسات عنف وهذا ما تؤكده العمليات الإرهابية المستمرة حتي الآن.
أما وعي الرئيس السيسي بذلك فهو الذي سيحبط أية محاولة لاحداث وقيعة بينه وبين الشباب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف