هانى عمارة
المشهد الآن .. لماذا لا ننسحب من الأمم المتحدة ؟
ما هى القضية الوحيدة التى أنصفت فيها الامم المتحدة العرب على مدى تاريخها ؟ و ما هى المساندة التى قدمتها لمناصرة الحقوق التى تلبى تطلعات الشعوب ، لقد أصبحت هذه المنظمة الدولية أداة لتحقيق مصالح الدول الكبرى بنفس القدر الذى تحولت فيه الى عصا لتأديب الدول الصغيرة و المغلوب على امرها ، و طالما ان الانتساب لعضويتها أصبح عبئا علينا فلماذا لا نعلن الانسحاب منها
راجعوا على سبيل المثال القرارات الصادرة لمصلحة القضية الفلسطينية ، كم منها تم تنفيذه ؟ بالعكس نجد ان الذى يحدث هو تمكين المحتل الصهيونى ليبيد الفلسطينيين و يقتلعهم من الارض ؟ هى ذات المنظمة التى أطفت الشرعية على تدمير العراق و تشريد الملايين و هى ايضا العاجزة عن وقف نزيف الدماء فى سوريا و اليمن و ليبيا و لبنان و السودان.
ما الذى يحدث لو ان قادة الدول العربية اتخذوا قرارا تاريخيا ويفاجئوا العالم بالانسحاب من هذه المنظمة او حتى التهديد بذلك ، إننى اشعر بالخطر الشديد عندما يتسلم مبعوثو هذه المنظمة ملفات الأزمات المتفجرة فى منطقتنا ، علينا ان نتوقع من الآن ان هؤلاء لن يصلوا بها الى حلول تحقق المصالح الوطنية بل سوف يزرعون الألغام التى ستؤدى الى مزيد من التدهور و تفجير الخلافات بين الفرقاء ، و الأيام بيننا فى اليمن و سوريا و ليبيا و الدليل على ذلك ما حدث فى الماضى القريب و أدى الى فصل جنوب السودان عن شماله .
فاصل قصير : قد نحتاج فى الحياة الى قرارات مؤلمة و لكنها احيانا تكون الحل الوحيد.