رغم كل الآلام التي عاشتها مصر في الأيام السابقة.. ويد الإرهاب القذر والخسة والندالة تنال من مجموعة من شباب الوطن.. قدموا أرواحهم فداء لنا جميعاً، ورغم العمليات الإرهابية في سيناء أو في منطقة الهرم بالجيزة التي حصدت أرواح عشرات من رجال الشرطة علي مدي يومين متتاليين الأسبوع الماضي، وقبل أيام من الاحتفال بعيد الشرطة في 25 يناير يوم تخليد ملحمة شهداء الشرطة الأبطال في الإسماعيلية عام 1952، وكأنهم يحييون ذكري من سبقوهم في الدفاع عن شرف الوطن ويقدمون بطولة جديدة في مواجهة عدو أصعب وأحط مما واجه السابقون.
وليس شهداء الأسبوع الماضي فقط هم من "وجعوا" قلوب شرفاء مصر.. ولكن كل من سقط شهيداً أو مصاباً في كل موقع علي أرض مصر.. هو بطل حقيقي.. يُدمع أعيننا.. ويخطف مشاعرنا.. فهم أولادنا الذين يدافعون عنا.. لنجلس هنا في أمان.
رغم كل هذه الآلام استطاعت مصر أن تتجاوز الأحزان.. لتستمر الحياة.. ومنذ أيام انطلقت بطولة افريقيا لكرة اليد تتحدي هذا الإرهاب الأسود.. لتقول لكل العالم وليس افريقيا فقط إننا قادرون علي تجاوز أي آلام.. وإكمال المشوار نحو تحقيق الهدف بالاستقرار والتنمية والنجاح.
رغم الآلام التي تعتصر الجميع.. إلا أن الجماهير زحفت لصالة استاد القاهرة تؤازر منتخبها.. وتهتف لمصر.. ليس الهدف فقط تذكرة الذهاب إلي ريودي جانيرو والمشاركة في الدورة الأوليمبية التي يسعي لها منتخب مصر لليد من البطولة.. ولكن الهدف الأكبر هو الرسالة التي تقدمها مصر.. إن عجلة الحياة مستمرة.. وستستمر رغم أنف الإرهاب.. والمجرمين.
رغم الآلام والدموع التي سالت من أعيننا يوم الاحتفال بعيد الشرطة السبت الماضي، ونحن نري أطفال وصغار وأرامل شهداء الشرطة.. دموع لم تفرق بين رئيس الجمهورية أو أي مواطن حزين علي شباب بلاده الذين ضحوا بأنفسهم، ودفعوا حياتهم ثمناً لأمان المصريين.. رغم كل ذلك.. مصر ستنتصر.. وستهزم الإرهابيين.. ومن ورائهم.. وستظل مصر.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.