الوفد
حازم هاشم
مكلمخانة- ذكريات «صبي» عن حريق القاهرة القديم
يبقي من أدبيات تنظيم الإخوان الارهابي فكرة «حرق البلد» التي لوحوا بها قبل تزوير الانتخابات لصالح الرئيس الذي كان ينتمي للإخوان!، وقد ورد التهديد بحرق مصر علي ألسنة عدد من زعماء التنظيم في لقاءات لهم مع بعض من الذين كانوا في صدارة المشهد السياسي من الناشطين والمناضلين وغيرهم من الذين ارتبطوا بالثورة في 25 يناير بعد أن أصبحت ملكاً خالصاً للإخوان!، وأعترف بأنني أعرف بعضاً من الوجوه التي سارعت لتأييد الإخوان ولو بالظهور إلي جوار مرشح الإخوان للرئاسة محمد مرسي - بعد نجاح عملية التزوير!، وإعلان فوز مرسي بالرئاسة باغتصابها من المستحق لها الفريق أول أحمد شفيق!، وقد قال بعض هؤلاء الذين أعرفهم إنهم ظهروا في الصورة التي نقلها التليفزيون لخطاب مرسي الذي أعقب إعلان فوزه بعد أن بات تهديد وجهاء الإخوان وزعمائهم بحرق مصر ما لم يعلن فوز مرسي بالرئاسة المصرية مهما كان الثمن والتزوير!، وإلا كان غير ذلك سيكون له عواقب وخيمة مؤداها حرق مصر!.
وقد شغلتني شخصياً جريمة حريق القاهرة في 26 يناير 1952- قبل اندلاع ثورة 23 يوليو أي بعد شهور الحريق، وكنت صبياً لا يعي غير المرئيات حوله مما اعتاد عليه كتلميذ صغير، أو من قراءة كل ما يمكنه قراءته أيام أن كان لا يشغل المصريين شيئ عن القراءة وتحصيل ثقافة عامة قبل أن يداهمهم التليفزيون وغيره من الاضافات الإليكترونية التي قضت علي الاهتمامات المعرفية وتنوعها وأولها القراءة، لتحل محلها كلها إطالة النظر ببلاهة وسكون لشاشات التليفزيون والانترنت والذي منه، وقد استطعت متابعة ما تيسر لي من وقائع حريق القاهرة في 26 يناير الذي وقع قبل ثورة يوليو، وما ميزته أيامها - وكنت في صحبة أحد اقربائى الكبار - في وسط القاهرة للتسوق، وفجأة رأيت تجمعاً قادماً إلي شارع فؤاد الأول - 26 يوليو حالياً - لتقف هذه الجموع فور وصولها وتبدأ في إشعال النار في واجهات عرض محلات شيكوريل وشملا أشهر محلات العاصمة، وبدأت النار تلتهم واجهات المحال المجاورة بمعاونة بضعة أفراد يشاركون في نفس المهمة، وسارع قريبي إلي الانسحاب بي إلي شارع سليمان باشا - طلعت حرب حالياً - لأفاجأ بعد السير فيه بوقت قصير بمحلات «الياس عكاوي» أشهر الجواهرجية يهجم عليه بعض الرعاع وينكبون علي نهب موجودات المحل الغالية، كما ميزت بعض هؤلاء يسرق واجهات الأحذية والاستيلاء علي «فرد الأحذية» التي تعرض في الفترينة!، وبعض من سرقوا الذهب من محل عطاوي سارع إلي المارة يعرض عليهم شراء ما سرقه من المشغولات الذهبية!.
قلت إنني ظل يشغلني هذا الحريق الذي لم أجد في فترة حدوثه من يذكر لي أي جهة أو شخص وراء هذه الجريمة!، حتي أنني قصدت زعيم الوفد فؤاد سراج الدين - رحمه الله - لأسأله كصحفي عمن ارتكب الجريمة، فلم يشأ الباشا أن يذكر لي متهماً علي وجه التحديد، بل أحالني إلي الدكتور محمد أنيس أستاذ التاريخ الراحل وبعض كتبه التي تناولت حريق القاهرة، كذلك قصدت إلي مقابلة الراحلين إبراهيم باشا فرج وعبدالفتاح باشا حسن فكان حديثهما معي أطول وحمل بعض المعلومات التي تلقي بعض الضوء لكنها لا تتهم أحداً، وقد نشرت اللقاءات في مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1976، لكنني حالياً أميل إلي تبني اتهام الإخوان بأنهم كانوا وراء حريق القاهرة في يناير 1952.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف