الجمهورية
أحمد بهاء الدين شعبان
عبق التاريخ
لا يماري أحد في أن الحضارتين المصرية والصينية. حضارتان كبيرتان. قدمتا إسهامات رائعة في مسيرة الحضارة الإنسانية. مازالت آثارها العامرة. خالدة علي مر القرون. تتحدي الزمن. وتقهر النسيان. وتقف شامخة. عاكسة لعبقرية من صنعها. وقدرته علي الإبداع والبناء؟
وقد كان زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينج" لمصر. مناسبة تاريخية لإبراز عظمة هاتين الحضارتين. وما مثلته في الماضي. وتمثله في الحاضر وما ستمثله في المستقبل. من إضافة نوعية. لمسيرة البشرية نحو الرقي والازدهار.
وق دكان من دواعي سعادتي أن أُدعي إلي الحفل الرائع. بمناسبة اعتبار عام 2916 عاماً للثقافة الصينية. في مصر. والذي استضاف فيه الرئيس "عبدالفتاح السيسي" نظيره الصيني. في قلب معبد الأقصر المهيب. حيث تعانقت الحضارتان العظيمتان. من خلال حفل فني باهر. جمع نماذج للثقافة والفنون. من مصر والصين. قدمت فيه استعراضات موسيقية وغنائية وراقصة. بديعة. عكست روح الشعبين. وعبقرية حضارتيهما. وابداعاتهما الباقية بقاء التاريخ وخلوده.
وقد سبق هذا الحفل الكبير. الذي تم برعاية وزير الثقافة. المثقف البارز "حلمي النمنم". .مشاركة الوزارة ومؤسساتها وخاصة "دار الأوبرا المصرية" لقاءات رسمية بين مسئولي البلدين. وقعت خلالها 21 اتفاقية استثمارية كبيرة. تمولها الصين. بفوائد بسيطة. وتسهيلات كبيرة. فضلاً عن اتفاقات ذات طبيعة استراتيجية. تخدم مصر في حربها الشرسة ضد الإرهاب. وتدعمها في مواجهة التحديات والتهديدات المحيطة.
لعل من المهم في هذا السياق التذكير بالعلاقات والروابط التاريخية الوثيقة بين الشعبين والدولتين. ففي العصور القديمة ربط بنيهما "طريق الحرير" الأسطوري. والذي تسعي الصين إلي إحيائه مجدداً. وسيكون لقناة السويس. القديمة وتوسعاتها الجديدة. دور في هذا المسعي التجاري والحضاري المهم.
وفي العصر الحالي كانت مصر أول من اعترفت بالصين الحديثة. في أعقاب الثورة الكبيرة. التي قادها "الحزب الشيوعي الصيني". بقيادة الزعيم الصيني العظيم "ماو تسي تونج". وهو أمر لم تنسه الصين أبداً. كما أن العلاقة التاريخية التي ربطت بين "الرئيس عبدالناصر". ووزير الخارجية الصيني. في عهده "شواين لاي". ودورهما البارز في مواجهة الاستعمار. وتطوير محور "عدم الانحياز". مازال ماثلاً في الذاكرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف