ناصر عراق
مبارك فاسد.. التوقيع: منظمة الشفافية الدولية
ما رأي المجموعة التي ترفع (بفخر) صور حسني مبارك وتعلق (بزهو) لافتات (آسفين يا ريس) في تقرير منظمة الشفافية الدولية الذي أصدرته أمس بمناسبة مرور خمس سنوات على ثورة يناير وطرد رئيسهم من السلطة؟
ما رأي هذه المجموعة وقد أعلنت المنظمة في تقريرها أن مبارك فاسد -ومعه زين العابدين بن علي رئيس تونس السابق- وطالبت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإبقاء على العقوبات التي فرضتها على الرئيسين وتقديم المساعدات اللازمة للسلطات المصرية والتونسية لمواصلة تحقيقاتهما ومحاكمة الرئيسين الأسبقين وأتباعهما (اليوم السابع).
لقد مرّت الذكرى الخامسة لثورة يناير أمس بسلام والحمد لله، ولم يستطع أحد من جماعات الإرهاب أن يفسد على الشعب احتفاله بثورته، وتبين أن الحكومة بالغت في استدعاء الرعب، أما الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد كان حصيفا عندما احتفى في كلمته بالثورة وأرسل تحياته إلى أرواح شهدائها الأبطال (وبالمناسبة لم يقل الرئيس إن ثورة يناير مؤامرة كما يردد منافقوه في الإعلام)!
إذن ما الداعي لذكر مبارك الآن وفساده والرجل يعاند الزمن ويقاوم الشيخوخة (ببطولة) مثيرة للتأمل؟
الحق أن الفساد الأسود الذي زرعه السادات ورعاه مبارك وعمل على تضخيمه ما زال ينخر في أجهزة الدولة المصرية، وإذا لم تعمل السلطات على اقتلاع الفساد من جذوره فلا أمل في أي إصلاح أو تطوير.
من أسف.. ما زال الظل البائس لمبارك يهيمن على أجهزة الدولة ومؤسساتها، وما زالت قوانينه المشبوهة تفرض نفسها على النظام الإداري في مصر، لذا يجب الإسراع في التخلص من الإرث المعطوب لفترة حكمه إذا أردنا أن نتحرك إلى الأمام.
إن تقرير منظمة الشفافية الدولية يعزز موقف المصريين الذين يطالبون بدحر الفساد، ويفضح الرؤساء الذين استغلوا سلطاتهم وراكموا المال الحرام في حساباتهم الخارجية، بينما تركوا الشعوب تكابد المرض والجهل والفقر.
أجل.. المعركة مع فساد مبارك وأذنابه في السلطة ما زالت مستمرة، والذي يدافع عنه إما أنه كان صاحب مصلحة من فترة حكمه أو جاهلا لا يدري شيئا عن جرائمه التي ارتكبها في حق ملايين المصريين.
من حسن الحظ أن العالم تغير الآن، وأنه ما من حاكم فاسد يمكن له الإفلات من جرائمه في حق الشعب، وها هي الفضائح تطارد مبارك في الداخل والخارج، فليهنأ عشاقه ومريدوه برئيسهم الفاسد عالميا.