عندما تعلن وكالات الأنباء عن بدء رحيل قيادات داعش من سوريا والعراق إلي ليبيا. فإن مصر - بالقطع - هي أول من يعني بتوقعات الخبر.
في دوامة من الصراعات والمذابح والمجازر والفوضي التي شملت العديد من الأقطار العربية. استطاعت مصر أن تحتفظ بأمنها واستقرارها. ورغم العمليات الإرهابية المتناثرة التي تحاول تقويض أمن الحياة العربية. فإن مصر تظل محتفظة بعافيتها.
النذر التي يحملها نبأ إدراك قادة داعش قرب زوالهم من سوريا والعراق. واتخاذ الأراضي الليبية قاعدة مركزية جديدة. يشنون منها عملياتهم الإرهابية ضد أقطار الوطن العربي. تحثنا علي ضرورة الحذر من الأخطار التي يمثلها الوجود الداعشي علي حدود بلادنا.
قضت القوات المسلحة المصرية علي أوهام الإرهاب في اقتطاع سيناء من الوطن الأم. وتحويلها إلي بؤر للمؤامرات والتدبيرات والعمليات الإرهابية. وما تشهده مناطق محدودة ومحددة في سيناء تعكس زوال الوجود الداعشي تماما من كل الأرض المصرية.
محاولة داعش وغيرها من التنظيمات المتأسلمة أن تجعل من ليبيا ملاذا أخيرا في الوطن العربي. ومنطلقا متجددا لعملياتها. تتطلب ردا مساويا للإصرار علي الاحتفاظ بحرية الوطن واستقلال الأرض ورفاهية المستقبل.
أخطر ما تروج له الأنباء أن التنظيم الداعشي - والقول للسياسي الليبي قذاف الدم - قد استولي علي مخازن الأسلحة الكيماوية التي استطاع القذافي أن يخفيها في عملية تدمير ما كان يمتلكه من اسلحة الدمار الشامل. وأن تمتلك هذه الجماعات أسلحة كيماوية. وتستخدمها عصابات اسقطت انتماءها إلي البشر. يجد أصحابها حياتهم في الإحراق والذبح وتدمير ثروات البلاد كما حدث - مؤخرا - في خزانات البترول برأس لانوف. أن يحدث ذلك. وتنقل صوره القنوات الفضائية. فإن التحرك الايجابي الفعال هو ما يجب أن يضعه أبناء الوطن في تقديرهم. وليست القيادة السياسية وحدها.
أعد التنظيم الإرهابي نفسه جيدا بدعم غربي وصهيوني. قبل أن يستولي - في تحرك مفاجئ - علي الموصل. وينطلق بالتالي إلي مدن وأراض في سوريا والعراق. ثم تمتد عملياته إلي أماكن متعددة في أقطار الوطن العربي وخارج الحدود. وشحبت كل الآراء التي تنبأت بزوال التنظيم. في ظل مساندة قوي التآمر الدولي.. وبعد أن قدرت الاحصاءات أعداد المنضمين إلي التنظيم في البداية بما لا يزيد علي خمسمائة إرهابي. فإن الأعداد تضاعفت فيما بعد. لا تقتصر علي مواطنين عرب ومسلمين. بل انضم إليها من دول الغرب ما يقدر بخمسة آلاف شاب كل شهر. يحرضهم التآمر الغربي. أو تدفعهم النقمة علي مجتمعاتهم. وجاوز الهوس المجنون أقطار الوطن العربي إلي قلب مدن الغرب. فانقلب السحر علي الساحر.
خطر الإرهاب في ليبيا من المستحيل إهماله. أمن هذه البلاد يقتضي التنبه إلي الأخطار المحتملة للواقع الجديد الذي يمثله الوجود الداعشي في القطر الليبي.