جمال زايدة
تأملات سياسية .. ماذا بعد ٢٥ يناير ؟
ماذا بعد ٢٥ يناير ؟ جاءت الذكرى.. مرت الذكرى الخامسة كالرابعة بدون أن تحدث الكارثة التى روج لها البعض فى وسائل الأعلام وبعض المسئولين..
ظلت مصر.. هى مصر التى نعرفها منذ آلاف السنين.. أخشى أن أقول دون تغيير حقيقى فى بنية الدولة والمجتمع رغم دعوات الإصلاح السياسى والاجتماعى والاقتصادى.. كأن مصر عصية على التغيير.. أو كأن شعبها لا يعشق التغيير.. هو يذوب حبا فى الاستقرار.. التاريخ يقول لنا ذلك رغم العواصف والأنواء والمطامع والمستعمرين والتغييرات فى الإقليم والعالم.
مرت الذكرى بقدر من نواح وحزن بعض من رأوا فيها ثورة عظيمة ملهمة مجهضة.. وبعض ممن رأوا فيها مؤامرة كبرى.. وغالبية لم تر فى ٢٥ يناير إلا فوضى وغياب للأمن وسرقة للممتلكات وضياع للدولة وانهيار للقيم ولصعود قوى التطرف الدينى واضطراب الاقتصاد.. لكن كل الأطروحات لم تصنع تغييرا على الأرض .. لم تقدم وصفة للتقدم للأمام .
الإصلاح والتقدم والتنمية ورفع مستوى معيشة البشر يحتاج إلى قوى على الأرض تصنع التغيير.. القوى الدينية فشلت بامتياز والحمد لله لأن بحكم تكوينها هى ضد الحداثة وضد ما بعد الحداثة.. ضد التقدم وضد إعمال العقل.. هى قوى تريد الحكم بالنصوص.. لم تقدم حتى الآن صيغة تسمح بتحسين أحوال البشر غير نصوص دينية موجودة فى الأديان السماوية الثلاثة فى رفض واضح لأى مصادر أخرى للمعرفة. القوى الثورية مشتتة ممزقة تعبر عن أحلام الشباب والذين كانوا شبابا فى العدالة والديمقراطية والحرية بدون قوى اجتماعية تقف وراءها تدعم مشروعها فوقعت بين القوى التقليدية والقوى الدينية .
القوى التقليدية تحكم بما تعرفه وتجد صعوبة فى فتح الباب على مصراعيه خوفا على الاستقرار واستلهاما لفكرة الوديعة التى يجب الحفاظ عليها. مر ٢٥ يناير ومصر كما هى حتى إشعار آخر .