علاء عريبى
رؤى -المشير طنطاوى وثورة يناير
لا شك أن ثورة يناير تدين بنجاحها للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع آنذاك، لولا انحياز طنطاوي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالب الشعب ما نجحت ثورة يناير، والمؤرخ المنصف لأحداث الثورة سوف يسجل بأحرف من ذهب اسم المشير طنطاوي ورفاقه في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذ أن موقف الجيش الداعم للشعب هو الذي دفع الرئيس مبارك إلى التنحي.
تعالوا نعود إلى فترة ما قبل يوم 11 فبراير 2011، اليوم الذي تنحى فيه الرئيس مبارك عن الحكم، الشعب طالب فى بداية الثورة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وكانت استجابة الرئيس مبارك بطيئة ومتحفظة، مما دفع الشعب إلى المطالبة بإسقاط النظام، وطالب الجيش بالانحياز لمطلبه، وبالفعل اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأصدر بيانا أوضح فيه ضمنا انحيازه لمطالب الشعب، وقد عقد الاجتماع في غياب الرئيس مبارك، وبعد نزول الجيش للشوارع زاد التلاحم مع المواطنين، وذاع شعار: الجيش والشعب أيد واحدة، وكان الشباب يرددونه ويكتبونه على الحوائط والمدرعات.
أيامها لم نكن نعرف ماذا يدور فى كواليس الاتحادية، هل كان الرئيس مبارك يستشير المشير طنطاوى وقيادات القوات المسلحة؟، هل استمع لنصائحهم؟، ما عرفناه، وكنا على ثقة منه، أن الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوي، وفى غياب الرئيس مبارك، هو علامة الانحياز لثورة الشعب، كما كان الشعب على يقين من أن جيش مصر بقيادة طنطاوى يرفض توريث الحكم.
قبل تنحى الرئيس مبارك طالبنا فى الميادين وفى وسائل الإعلام من الجيش أن يعزل مبارك، وكان هناك اتفاق ضمني بتولي طنطاوي إدارة البلاد خلال فترة انتقالية، خلالها يتم تعديل الدستور، وانتخاب برلمان جديد، وانتخاب رئيس جمهورية، وطرح البعض الآخر فكرة المجلس الرئاسي، وتم استبعاد الفكرة بسبب صعوبة اتفاق أعضاء المجلس، واستحالة التوافق على الشخصيات التي ستشارك فى المجلس.
بعد أن أعلن مبارك التنحي عن الحكم كان من الضروري أن نقف ونتساءل: لماذا تنحى؟، لماذا ترك الحكم؟، هل لأنه أصبح على يقين بأن طنطاوي ورفاقه يؤيدون مطالب الشعب؟، تعالوا نعكس السؤال: هل كان مبارك سيعلن تنحيه إذا كان طنطاوي ورفاقه فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يساندونه؟، تعالوا نضع صياغة ثالثة: هل ثورة يناير كانت ستنجح في إجبار مبارك على التنحي بدون مساندة الجيش وقياداته؟، الإجابة بالطبع لا، فقد كان من الصعب، بل من المستحيل نجاح ثورة فى أى بلد بعيدا عن تأييد الجيش للشعب أو اتخاذه موقف المحايد، وفى ثورة يناير انحاز المشير طنطاوي ورفاقه فى المجلس الأعلى لمطالب الشعب، تحية تقدير وعرفان لطنطاوي ورفاقه فى ذكرى ثورة يناير.