طارق فودة
مــع الـدنـيـــا .. شهداؤنا في يناير وقوتنا في يونيو
لاشك أن الذين فجروا ثورة ينايرهم أبناؤنا الشهداء الذين سقطوا في الميدان. وكانت عيون الآباء والأمهات تتعبهم في كل اللحظات عارفين أن أبناءهم غاضبون وهم أيضا.. وأنهم يسعون إلي أمل جديد ومستقبل أفضل.
ولاشك أيضا أن الآباء والأمهات والشباب هم الذين فجروا أكبر ثورة في التاريخ - مايربو علي الثلاثين مليونا الذين ملأوا شوارع مصر كلها من أقصاها إلي أقصاها - وأنهم جميعا قالوا: لا أمل لنا ولأولادنا إلا أن نخرج لنظهر أمام الرأي العام العالمي أننا غاضبون فكانت الثورة الكبري التي هزت أركان الدنيا وملأت حقيقتها كل من يريد أن يعرف أننا ضد هذا الذي كان ـ عن طريق ما يسمون بالإخوان.
إلي أن قيض الله لمصر هذا الزعيم البطل الذي خرج إلي الناس جميعا ليعلن أن جيشهم لن يرضي لأبناء هذا الوطن بالذل والهوان، نعم أنا واحد من الذين استيقظوا في الثالث من يوليو 3102 ولم يصدقوا أنفسهم ولكن صدقوا بأن الله قد أزال الغمة وأراد لأبناء هذه الأمة أن يعيشوا حياة كريمة في حمي هذا الجيش العظيم وجنوده وقادته الشرفاء الذين رفعوا شعار أن الجيش والشعب يد واحدة - وكانت كذلك بإذن الله سبحانه وتعالي. وهذا هو فصل الخطاب.
وبدأنا مسيرتا في ظل قيادتنا الجديدة متجهين إلي الغاية التي استهدفناها. بناء بلد جديد. بأصول الحق والشهامة - والأمة الواحدة والمستقبل الجديد الذي أردناه جميعا لها ـ وهانحن نسير متجهين إلي هذا الذي أردناه.
ولكن بقي أن نعلم أن الطريق الطويل، وأن الطريق شاق ـ وأن العمل مطلوب ـ وأن العمل موجود، في أي موقع تراه أنت مطلوب لأن تعمل فيه ـ ولابد أن ندرك جميعا كلنا أنه في البلاد التي تقدمت ـ في أوروبا وأمريكا ـ ودولها التي نستهدف أن نكون مثلها ـ الكل يعمل.. في أي موقع يعمل ـ إن كنت لا تجد مكانا لك لائقا فعليك أن تملأ أي مكان فارغ تراه أمامك حتي لا يكون المكان شاغرا بدونك ـ لا وقت للاختيار ولكن هناك وقت للعمل بالعمل نتقدم وبالعمل نصل إلي ما نستهدفه جميعا. ودولة أفضل وعالم أكثر استقرارا وتقدما، وثروة!.