حسن الرشيدى
خواطر طائرة ساويرس.. وأجندته الفضائية!
ماذا يريد رجل الأعمال الملياردير المعروف نجيب ساويرس من شراء أسهم في عدة صحف وقنوات مصرية.. ثم شراء 53 في المائة من قناة يورونيوز الأوروبية بقيمة 35 مليون يورو أي ما يعادل حوالي 300 مليون جنيه مصري؟
أعتقد ان الاعلام لم يعد مربحا.. وقد أغلقت بعض الشبكات الفضائية بعض قنواتها.. وأغلقت بعض القنوات أبوابها.. واختفت من الوجود.. بسبب الخسائر الضخمة.. وبعض القنوات الشهيرة في مصر لم تستطع صرف مرتبات العاملين فيها منذ عدة أشهر.
فلماذا يقدم رجل الأعمال ساويرس.. علي شراء النصيب الأكبر لقناة يورونيوز؟!
المؤكد ان ساويرس لم يسع للربح لإدراكه ان وسائل الاعلام لها فوائد أخري غير الأهداف المالية.
لابد ان نفترض حسن نوايا نجيب ساويرس.. وانه اشتري النصيب الأكبر من هذه القناة الأوروبية المؤثرة في الشعوب الأوروبية خاصة انه أعلن بنفسه ان القناة يجب ان تكون نافذة مفتوحة لكل الآراء والحفاظ علي حيادها.
ولابد أيضاً ان نفترض ان ساويرس اشتري الحصة الأكبر في هذه القناة الأوروبية حتي تكون له اليد الطولي في التدخل عندما تحاول القناة اتخاذ موقف مضاد لمصر.. أو تشويه صورتها.. والعمل بجدية لتحسين صورة الوطن وإبراز دورها الريادي في المنطقة.. أو مواجهة الاعلام المضاد في أوروبا وأمريكا.. بنفس اللغة التي تتحدث بها هذه الشعوب.يجب ان نفترض حسن نوايا هذا الرجل.. ونفترض انه يريد ان يساهم بدور فعال في التأثير علي الرأي العام الغربي لصالح مصر.. خاصة ان هيئة الاستعلامات والمستشارين الاعلاميين التابعين لها في الخارج قد فشل غالبيتهم في أداء المهام المكلفين بها في ابراز الدور الحقيقي والفاعل للسياسة المصرية.. وفي هذه الحالة يكون الدور الذي يقوم به ساويرس "إيجابي" للغاية يصب في صالح مصر.
ولكن علي الجانب الآخر.. فان قيام ساويرس بشراء أسهم وحصص متعددة في وسائل الاعلام المصرية "لا ريب" يحقق له نفوذاً وسيطرة علي وسائل اعلامية تؤثر في الرأي العام.. بل يدفع القنوات والوسائل التي يملكها أو يساهم في ملكيتها لاتخاذ مواقف واتجاهات تصب في مصلحته وتقوي نفوذه وسيطرته.. لان سيطرة رأس المال علي الاعلام لا شك يقوي نفوذ ملاك القنوات الفضائية والصحف الخاصة.. وهذه الوسائل المؤثرة في الرأي العام تكون عادة قوة داعمة لصاحب المال وخدمة توجهاته وأهدافه.. بل تضفي عليه أحياناً الحماية والحصانة.. وغالبا ما تكون قوة فعالة في التأِير علي الناخبين خاصة اذا كان مالك القناة أو الصحيفة يقود حزبا أو يساند تحالفا وتكتلا.. وتجارب سيطرة المال علي الاعلام الأوروبي والأمريكي.. واضحة وتلعب دوراً فاعلا في اختيار رؤساء الدول.. وخير مثال علي ذلك تأثير ميردوخ امبراطور الاعلام الغربي في اختيار رؤساء دول الولايات المتحدة الأمريكية. واذا كانت ملكية ساويرس للحصص الأكبر في قناة يورونيوز خطوة ايجابية تصب في خدمة مصر.. بفرض حسن النوايا.. ولكنها أيضاً يمكن ان تكون وسيلة ضغط وحماية حال حدوث خلاف أو وقوع صدام بين ساويرس والحكومة ولكننا لابد ان نفترض حسن النوايا.. ونري أن ما فعله ساويرس كان يمكن ان تفعله الدولة من خلال بعض مؤسساتها أو شركاتها وتشارك في ملكية بعض وسائل الاعلام الأجنبية للتأثير في الرأي العام الغربي.. بدلا من صرف مئات الملايين من الدولارات علي مكاتب خارجية فشلت في أداء مهامها في تحسين صورة مصر.. أو مواجهة الشائعات والأكاذيب أو الترويج لمعالم الوطن وما أكثر ما أنفقناه علي مكاتب إعلامنا ومكاتب السياحة بالخارج والتوسع في قنوات ماسبيرو بلا فائدة أو جدوي تذكر.
عموما.. شطارة ساويرس ربما تصب في صالح الوطن حتي لو كان الهدف مجداً شخصياً.. أو سيطرة ونفوذا.. وفرض إرادة.. أو ابعاد من لا يثق فيهم علي الشاشات.
عبدالناصر.. ومباحث المطار
** رئيس المباحث الجنائية بمطار القاهرة العميد عبدالناصر حامد.. يعد من أفضل الضباط الذين تولوا هذا المنصب.. تحول مكتبه في الأيام الأخيرة إلي خلية نحل.. بعد عودته إلي عمله.. ونجاح العملية الجراحية التي أجريت له.
تسابق العاملون بالمطار.. للترحيب بعودته.. وتماثله للشفاء لأنه قريب من الناس.. ويجيد التعامل معهم.. رغم حسمه في عمله.. وقوته في التعامل مع المجرمين فهو يحقق المعادلة الصعبة حب الناس.. ومطاردة المجرمين من أجل أمن الناس والوطن. وهذه رسالة للضباط حتي يحرصوا علي خدمة الناس.. خاصة البسطاء والغلابة لأنهم الدعم والسند وقت الشدائد والأزمات والأوجاع.