المساء
محمد جبريل
ع البحري -في إطار الوعي والتسامح
أسخف الأمور عندما تبدأ في طرح قضية ما. تحاول السؤال عن بعض الظواهر اللافتة. وحجم التآمر والتدخل في صنع المشكلات التي تسلب الشعوب. أو حتي الفرد العادي. حقه في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
تتجه إليك الاتهامات بالأصابع العشرة. تجد فيك متعصبا. أو شوفينيا. أو حاقدا. أو غيرها من الصفات التي تضعك خارج الإطار الإنساني. لا يحاول أصحاب الاتهام أن يحعلوا الموضوعية محورا لمناقشاتهم. إنهم يكتفون بالكلمات الرافضة. الجهيرة. والتي تجد في الدفاع عن الحرية والهوية الدينية والوطنية في إطار الوعي والتسامح. تعصبا مرفوضا. أي أنه من حق الآخرين أن يبدلوا الثابت والمستقر منذ مئات - وربما آلاف - السنين. وليس من حق أصحاب القضية أن يدافعوا عن الهوية والوجود. وإلا فإن الاتهام تتقدمه. وتحيط به. عشرات الصفات السلبية التي تجعل من مجرد الهمس بالتوجس جريمة تحتاج إلي مؤاخذات المجتمع الدولي. وربما إلي عقوبات المنظمات الدولية.
الثابت تاريخيا أن بلدانا كبري في افريقيا وآسيا كانت ذات أغلبية تقرب من مجموع أعداد مواطنيها. نيجيريا وإندونيسيا علي سبيل المثال. تضاءلت أعداد مواطنيها المسلمين - بعوامل تبشيرية واستعمارية في معظم الأحيان - إلي حد انفصال إحدي الجزر الاندونيسية عن الوطن الأم. وحصولها علي الاستقلال كدولة ذات ديانة مغايرة للديانة الرسمية للوطن. بدعم مباشر من دول الغرب. واستراليا القريبة علي نحو خاص.
وكان عدد المسلمين في كمبوديا - بلاد سيهانوك المسالمة. الوديعة قبل أن تقتحمها الصراعات السياسية الخارجية - قد بلغ 700 ألف مواطن في السبعينيات. قتل منهم الخمير الحمر حوالي نصف مليون. ولاذت أعداد أخري بالهرب. وبلغت أعدادهم في الآونة الحالية ما بين 200 ألف مسلم في بعض التقديرات. و45 ألفا في تقديرات أخري.
الأمثلة تتكرر في طول الدنيا وعرضها. والأيدي المدبرة تعجز عن الاختفاء وراء الشعارات الزاعقة. وبينما تغط منظمة المؤتمر الإسلامي في لذيذ رقادها. والإرهاب المتسمي بأسماء غريبة يمارس ما لم تعرفه البشرية في تاريخها من عمليات الذبح والإحراق والتدمير. والحكام تشغلهم خلافات مذهبية أو قبلية. لا شأن لها بصحيح الدين. والجماعات التبشيرية التي تؤدي دورا مشبوها لا يصدر عن الأديرة والكنائس. وإنما توضع كل المخططات في أروقة البنتاجون والموساد. حتي العمليات التدميرية التي يعاني تأثيراتها المواطنون في أقطار الوطن العربي. تحت مسميات إسلامية أو تحريرية. لا تستهدف تبديل الأنظمة بقدر ما يشغلها إخضاع أقطار المنطقة لسيادة الغرب وبصورة دائمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف