الوطن
محمد الدسوقى رشدى
عودة إلى كتب الإخوان
يجلس الآن مجموعة لا بأس بعددها من قيادات الإخوان فى تركيا وقطر ولندن منعّمين، مرفّهين، تضاعفت مرتباتهم فى الفضائيات الجديدة وتعدد سفرياتهم بشكل يؤكد أن مالاً كثيراً تنفقه الجماعة على القيادات الكبرى هناك، بينما هنا آلاف من قواعد الجماعة يدفعونهم دفعاً للتظاهر وإثارة العنف والفوضى، نفس الحال فى السجون؛ قيادات مكتب الإرشاد يعيشون فى حال أفضل بكثير من حال الأفراد الذين تم حبسهم، كما كان الحال أيضاً فى اعتصام رابعة والنهضة، حينما كان القيادات يأتون ويذهبون على بيوتهم ويستأجرون شققاً فخمة فى مدينة نصر، بينما يتركون بقية قواعد الإخوان قابعين فى خيامهم.

لماذا نذكّركم بذلك؟، لأن كتب مناهج التربية الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين، بها قصة مهمة كان المسئول عن التربية فى التنظيم يعتبرها الدرس الأساس فى جلسات التربية لشباب الإخوان، هذه القصة تقول إن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتته ثياب من اليمن فوزّعها على المسلمين فأعطى كل مسلم ثوباً - فلما كان يوم الجمعة لبس عمر ثوبه وثوب ابنه عبدالله ثم قام فخطب الناس وعليه ثوبان (ثوبه وثوب ابنه) فبدأ فى الخطبة فقال: أيها الناس! اسمعوا وعوا، فقام سلمان الفارسى رضى الله عنه من وسط المسجد، وقال (خد بالك أوى): والله لا نسمع ولا نطيع!!

فتوقف عمر عن الخطبة واضطرب المسجد، فقال عمر: ما لك يا سلمان؟ قال: تلبس ثوبين وتُلبسنا ثوباً ونسمع ونطيع؟! فقال عمر: يا عبدالله بن عمر! قمْ فأجب سلمان، فقام عبدالله بن عمر فقال: هذا ثوبى الذى هو قسمى مع المسلمين أعطيته أبى، فبكى سلمان رضى الله عنه، وقال: الآن قلْ نسمعْ، وأمرْ نطعْ. [أعلام الموقعين لابن القيم 2 / 180].

فى موضع آخر من كتب منهج تربية جماعة الإخوان قصة أخرى يدرسها أفراد الجماعة أو كانوا يدرسونها، يقول أبوقبيل رحمه الله (خطبنا معاوية بن أبى سفيان - رضى الله عنه - فى يوم جمعة فقال: إنما المال مالنا، والفىء فيؤنا، من شئنا أعطينا، ومن شئنا منعنا. فلم يردَّ عليه أحد. فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل مقالته، فلم يردَّ عليه أحد. فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام رجل ممَّن شهد المسجد فقال (خد بالك أوى): كلا، بل المال مالنا، والفىء فيؤنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه بأسيافنا (حاكمناه بإيه يا سيدى؟). فلما صلى أمر بالرجل فأُدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه، ثم قال: أيها الناس! إنى تكلمت فى أول جمعة فلم يردَّ عليَّ أحد، وفى الثانية فلم يردَّ على أحد، فلما كانت الثالثة أحيانى هذا أحياه الله.

راجع جيداً ما كان الإخوان يصدّرونه لنا من أخلاق وشعارات وهمية عن الزهد والسماحة والرحمة والقرآن الذى هو دستورهم والنبى الذى هو قدوتهم، وانظر الآن أيها المتعاطف معهم إلى كل أفعال التنظيم الإخوانى القائمة على نشر العنف والكراهية والفوضى وإهدار ملايين الدولارات على نشر الفوضى والعنف بدلاً من إنفاقها على حال المسلمين، هل تفهم الآن مغزى التفتيش فى مناهج وكتب الجماعة؟، المغزى الوحيد أن تدرك أن الجماعة هى أكذب أهل الأرض؛ تقول ما لا تفعل، وتعلّم أولادها ما لا يفعله قادتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف